الكاتب والباحث الفلسطيني أبو عزة : الإبادة في غزة مستمرة… واليمن شاهد ومساند
يمني برس | اكد الكاتب والباحث الفلسطيني صالح ابو عزة ان ما يتعرض له قطاع غزة منذ اكثر من 22 شهرا هو ابادة جماعية غير مسبوقة ، مشيرا الى ان الكيان الصهيوني لم يدخر وسيلة محرمة في القانون الدولي الا واستخدمها ضد السكان المدنيين.
وفي تصريح لتلفزيون المسيرة ، أوضح أبو عزة ان الاحتلال الصهيوني ارتكب خلال هذه الحرب الطويلة سلسلة من الجرائم مستخدما أسلحة محرمة، وقنابل فتاكة، واستهدافات متعمدة للمدنيين، فضلا عن استخدام سلاح التجويع ضد النساء والأطفال، في مشهد تتعطل امامه حدود الفهم الإنساني.
واضاف ان العقل البشري يعجز عن تصور حجم الفظائع التي يرتكبها الكيان المؤقت، على مرأى ومسمع من هذا العالم المتواطئ ، لافتا الى ان غزة اصبحت منكوبة بكل ما فيها : بحجارتها، بمساجدها وكنائسها، بمستشفياتها ودور عبادتها، بمنازلها ومقابرها ، واصفا ما يحدث بـ خراب البيت وخراب الدم .
وفيما يتعلق بالخسائر البشرية، اشار ابو عزة الى ان تقديرات وزارة الصحة في غزة تتحدث عن اكثر من 57 الف شهيد موثق، لكنه شدد على ان الرقم الحقيقي يتجاوز 100 الف شهيد ، نظرا لوجود عشرات الالاف من الضحايا العالقين تحت الانقاض، الذين لم تتمكن فرق الانقاذ من الوصول اليهم بسبب تدمير المباني فوق رؤوس ساكنيها”.
ورأى ان ما يجري ليس مجرد عجز عربي او اسلامي او حتى دولي، بل هو “قرار متعمد بالخذلان والتآمر على غزة ، مؤكدا ان هناك دولا كثيرة وقفت صراحة الى جانب الاحتلال ، بينما اختارت اخرى الصمت، في حين كان اليمن قيادة وجيشا وشعبا في طليعة من وقف الى جانب غزة، وما زال .
كما حمل ابو عزة الولايات المتحدة والكيان الصهيوني المسؤولية الكاملة عن هذه الإبادة الجماعية، مشددا على ان جرائم الاحتلال تجاوزت كل الخطوط الحمراء، وبلغت نقطة اللاعودة ، محذرا من ان الحصار الخانق قد يؤدي الى ارتفاع عدد الضحايا من حالات فردية الى عشرات ثم مئات، وربما الاف، بفعل الجوع والمرض.
وفي سياق الكارثة الإنسانية المتفاقمة، لفت الى ان الحالة الطبية في غزة وصلت الى مستويات خطيرة ، وان سوء التغذية الناتج عن الحرمان المزمن قد احدث خللا صحيا كبيرا، حتى في حال ادخال مساعدات طبية لاحقة ، ما ينذر بـ كارثة صحية جديدة تلوح في الافق .
واستعاد ابو عزة ما شهده اليمن من تفش للأمراض خلال سنوات العدوان، معتبرا ان غزة تسير على الطريق ذاته ، في ظل غياب الكهرباء والمياه النظيفة والدواء ، مما ينذر بـ”اسباب موت إضافية للفلسطينيين، لا تقل فتكا عن القصف والتجويع .
وختم بالتعبير عن استغرابه من تعامل الاعلام والرأي العام العالمي مع اضراب سجين واحد عن الطعام كحدث جلل، بينما “يتجاهلون معاناة ملايين الفلسطينيين في غزة، الذين يعيشون الإبادة اليومية بصمت ثقيل ودون اي استجابة تذكر .