المنبر الاعلامي الحر

السيد عبدالملك الحوثي: الطروحات العربية حول نزع سلاح المقاومة غباء سياسي يخدم العدو الصهيوني

يمني برس | صنعاء

أكد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، في كلمته اليوم الخميس 13 صفر 1447هـ، أن أي قرار إسرائيلي بالتصعيد، سواء بشكل كامل أو جزئي، يستند إلى الإذن الأمريكي، ما يعني الشراكة والدعم، ويستند أيضًا إلى تواطؤ بعض الأنظمة العربية والخذلان العربي الواسع.

وأشار إلى أن الحالة المؤسفة جداً تكمن في الواقع العربي، حيث إن أي تحرك يصدر عنه يعبر عن تخبط وعدم امتلاك رؤية صحيحة، لافتًا إلى أن التحرك العربي يتمثل في مناشدة الأمريكيين والأوروبيين أن يتدخلوا لإنقاذ الشعب الفلسطيني، في حين تتضمن بعض المواقف السلبية، كمؤتمر “حل الدولتين”، مطالب بتسليم سلاح المقاومة.

ووصف السيد القائد حالة التخبط العربي، من خذلان وتبني طروحات أمريكية وغربية تجاه المظلومية الفلسطينية، بأنها فضيحة بين كل الأمم، مؤكدًا أن الأنظمة العربية تعتمد خيارات غبية وتوجهات حمقى في مقابل الهجمة الإسرائيلية والأمريكية للإبادة والطغيان والاحتلال.

وأشار إلى أن بعض العرب يطرحون أن الحل أمام توحش وعدوانية العدو هو في تجريد الشعوب من السلاح، واصفًا هذه “العبقرية” بأنها توصلت إلى أن الحل هو في تجريد حماس والفصائل الفلسطينية من سلاحها، وكذلك حزب الله، مؤكدًا أن هذا الطرح الغبي ليس له أي مستند سوى أنه مطلب إسرائيلي أمريكي.

وأوضح أن الأطروحة العربية الغبية لا ترتبط بأي حيثيات صحيحة تخدم شعوب الأمة، بل تخدم أهداف العدو، وتُمهد لإكمال سيطرته دون عناء، مضيفًا أنها أطروحة لا يتبناها أحد في الأرض، ومن السذاجة أن يُطلب من المظلوم والمعتدى عليه أن يجرد من السلاح حتى من أبسط الإمكانات.

ولفت إلى أن اليهود الصهاينة منفلتون ومتوحشون ومجرمون، وفي مقابل ذلك يطالب البعض بتجريد الشعوب من وسائل الدفاع عن أنفسهم، رغم أن العالم كله يدرك أن القوة العسكرية من أولى المتطلبات والضروريات لمواجهة الأعداء والأخطار.

وأكد أن العدو يسعى لترسيخ نظرته تجاه مشكلة السلاح ضمن تضليل رهيب، وأن الفريق المتجه للولاء لأمريكا تبنى أطروحاتها، مقدمًا بذلك خدمة مباشرة للعدو الإسرائيلي، ومتجاهلاً تمامًا حقيقة القضية الفلسطينية من بدايتها.

وبيّن أن مشكلة الشعب الفلسطيني منذ البداية كانت في غياب الجهوزية العسكرية وعدم توفر الدعم العربي الكافي، وأن من أبرز أسباب تمكّن العدو من احتلال فلسطين كانت قلة السلاح وعدم بناء قدرة عسكرية كبيرة تدفع الخطر عن أبناء الشعب الفلسطيني.

وأشار إلى أنه لو اتجه العرب منذ البداية لبناء الشعب الفلسطيني ليكون قويًا ومسلحًا، لكان الوضع مختلفًا، مضيفًا أن عامل الردع الوحيد الذي منع العدو الإسرائيلي من العودة لاحتلال لبنان هو المقاومة وسلاحها.

واعتبر السيد القائد أن الأطروحة التي يقدمها العرب اليوم، بأن المشكلة تكمن في السلاح، والحل في تجريد الفلسطينيين واللبنانيين من سلاحهم، هي أطروحة “غبية بكل ما تعنيه الكلمة”، تتناقض مع الفطرة والمشاهدات وليس لها أي مستند أو اعتبار.

وشدد على أن أطروحة نزع السلاح مطلب أمريكي إسرائيلي يسعى بعض العرب لتحقيقه، واصفًا ذلك بالأمر المؤسف جدًا، مؤكدًا أن المسلمين جميعًا بحاجة إلى امتلاك رؤية صحيحة عن طبيعة الصراع مع العدو وأذرعته التي تنفذ مخططه الصهيوني.

ونبه إلى أن تجاهل طبيعة الصراع مع العدو الإسرائيلي من أسباب الكوارث الناتجة عن الخيارات الغبية لبعض الأنظمة والحكومات والنخب، مشددًا على أن الأمريكي والإسرائيلي عندما يقدمان طلبًا، فإنما هو من منظور المصلحة الإسرائيلية والأمريكية الخالصة فقط، دون أي إنصاف أو مراعاة لمصالح الأمة.
وأكد بأن الجيش اللبناني لن يحمي لبنان لا من حيث القدرة والإمكانات ولا من حيث القرار السياسي وإلا لكان حمى لبنان فيما قد مضى، مشيرا إلى أن الخطر الآن أكبر والجيش اللبناني أعجز مما قد مضى بطبيعة الظروف والقدرات والإمكانات وتعقيدات اتخاذ القرار السياسي .

قد يعجبك ايضا