في الربيع يولد النور ويولد النصر
في الربيع يولد النور ويولد النصر
يمني برس _ بقلم _ بلقيس علي السلطان
هلّ الربيع بنوره المحمدي وازدهاره بالنصر فمن تمسك بالنهج المحمدي فلن يكون عاقبته سوى النصر والغلبة ، فعما تتحدثون وعما تظللون إنه النصر المبين إنه المولد العظيم فبينهما علاقة لا تنفك فكلما زاد التمسك والعودة إلى الرسول الأعظم كلما زاد التأييد الإلهي وحدثت الانتصارات العظيمة التي تشرح الصدور وتمحي ألم الدهور .
استعد اليمانيون منذ وقت مبكر لاستقبال مولد الرسول الأعظم وزينوا بيوتهم وشوارعهم ومدنهم وجبالهم حتى خالها الرآي وكأنها زمردة خضراء تتلألأ في وسط الظلام وما أن يقترب الموعد المنتظر لذكرى المولد الشريف حتى تشتاق القلوب وتنسكب العبرات شوقاً لهذه الذكرى العطرة التي تعبر عن إنتماء صادق وتولي منقطع النظير للرسول الأعظم عبر عنه اليمانيون قولا وعملاً ، فهم السباقون منذ ظهور الرسالة المحمدية في الاحتفاء والاحتواء والإنتماء.
لقد كان من أبرز سمات الرسالة المحمدية أنها أخرجت الناس من الظلمات إلى النور ، من ظلمات الشرك وعبادة الطاغوت إلى نور التوحيد وعبادة الحي الذي لا يموت ومابين جاهلية جهلاء وجاهلية في آخر الزمان تكاد تكون جهلاء وحمقاء وخرقاء تبرز أهمية العودة إلى هذا النور المحمدي الذي تجسد في شخصية الرسول الأعظم القائد والقدوة ، ذلك القائد المجاهد الذي جعل من الجهاد وسيلة لدرء الظلم وتحقيق العدل ومقارعة الطغاة والمستكبرين .
الأمة المحمدية اليوم تحتاج لمن ينقذها من قعر الضلال والانحلال والانبطاح ، تحتاج لمن يخرجها من ظلمات العمالة والتطبيع والتركيع والإخضاع ، وليس لها من منقذ سوى المنهج المحمدي المتجسد في القرآن الكريم كمنهاج حياة وفي شخصية الرسول الأعظم كقائد وقدوة ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِـمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا) من كان يرجو نصر الله وتأييده ونصره فليجعل من الرسول أسوته ومن أراد أن يدحر الظلم والطغيان فليجعل من الرسول قدوته هكذا دلنا الله سبحانه وتعالى على المخرج من الاضطهاد والذل والقهر ، فرسول الله صلوات الله عليه وعلى آله لم يهادن الكفار ولم يفاوضهم ولم يتحالف معهم وكان سيفه لا يستقر في غمده وهو يصول ويجول في المعارك من أجل إحقاق الحق وإبطال الباطل.
وفي ظل ماتشهده الساحة العربية والإسلامية من خذلان وانحطاط وذلة وهم يتفرجون على إخوانهم في غزة وهم يبادون ويقتلون ويجوعون إلا من مواقف قليلة لأحرار الأمة ، تبرز أهمية العودة لمصادر عزة المسلمين المتمثلة في القرآن والرسول ، العودة الجادة التي تنهض بالأمة من قعر الذلة إلى أعالي العزة والنصر ، ولهم في اليمنيين الأنصار خير مثال على ذلك ، فهم جعلوا من القرآن مسيرة ومن الرسول قائداً وقدوة ، هم لا يحيون ذكرى مولد رسولهم الأعظم لمجرد الاحتفاء فقط ؛ بل هم يحيون به وينتهجون نهجه ، هم من وقفوا في وجه طغاة العصر بكل شموخ وعنفوان لا يخافون في الله لومة لائم ، فرسول الله قارع اليهود في المدينة حتى أخرجهم أذلاء صاغرين واليمانيون اليوم يقارعون اليهود بصواريخهم ومسيراتهم ويغرقون سفنهم في البحر ويفرضون على مينائهم حصارا شديداً، ورسول الله كذلك قاتل الكفار والمنافقين ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْـمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْـمَصِيرُ) لقد جاهدهم رسول الله جهاداً كبيرا وكذلك اليمانيون اليوم هم في صدارة من يجاهد الكفار والمنافقين ويقفون بكل شموخ بالتوكل على الله في وجه الشيطان الأكبر أمريكا التي تتزعم حركة الشر والإفساد في العالم ، وكذلك يقف اليمانيون في وجه المنافقين من الخونة والعملاء الذي جعلوا من أنفسهم الأداة المنفذة للخطط الصهيونية وتحقيق أهدافها !
يمن الرسول اليوم بقيادة حفيده تسير على النور المحمدي وتقول للعالم أجمع أن من جاهد جهاد محمد انتصر ومن سار على نهجه علا وافتخر ومن جعله أسوته وقدوته أفلح وفاز والطغيان أمامه تلاشى وانحدر فصلوات الله عليك يا رسولنا الأعظم صلوات يمانية خالصة يرتلها صاروخ فرط صوتي وتتلوها مسيرة تضرب عمق الكيان وسفينة تغرق في عمق البحار صارخة هل من أحد ويرد عليها البأس اليماني بل هو أحد أحد بل هو الملك الصمد ، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون والعاقبة للمتقين.