المنبر الاعلامي الحر

اليمن المحمدي في الربيع المحمدي

اليمن المحمدي في الربيع المحمدي

يمني برس – بقلم – وفاء الكبسي

تحل علينا ذكرى المولد النبوي الشريف ونحن نعيش زمن التداعي كما أخبرنا الرسول الأعظم في قوله الكريم:” تتداعى عليكم الأمم”، ونعيش أيام من أيام الجاهلية التي هي أشد وأنكى من الجاهلية الأولى كما أخبرنا الرسول الأعظم، حيث فيها الظلم  هو الرجولة والقتل والعدوان بطولة، واغتصاب المحصنات مهنة، وترويع الآمنين حرفة والعُري نسكًا وعبادة والخرافة دينًا، والقلوب قاسية كالحجارة، وعذرًا للحجارة ألف عذر للحجارة فالحجارة نصرت أبناء فلسطين، والعرب لم يقدموا شيئًا لم تتحرك ضمائرهم لمآسي غزة، لم تتحرك لشلال الدماء التي سفكت والأعراض التي انتهكت والمدن والمخيمات التي قصفت ودمرت، ولم توقضهم من مواتهم الأشلاء المتناثرة الممزقة والمتعفنة والمتفحمة التي لم تجد من ينتشلها من بين الأنقاض ، ولم توقظ حميتهم غطرسة اليهود وغرور الصهاينة وتحدي الأقزام من الأمريكان، ولم تنهض نخوتهم أنات وصراخ اليتامى وعويل الثكالى، فقد بحت الحناجر وتفطرت القلوب و العرب نائمون تائهون متبلدون.

في زمن التخاذل والتطبيع يبقى الشعب اليمني متفردًا بارتباطه بالرسول الأعظم- صلى الله عليه وآله وسلم، وكما إلتف وبذل أجدادنا الأنصار من (الأوس والخزرج) دماءهم وأرواحهم لنصرة الإسلام، والدفاعِ عن رسول الأنام، ها نحن اليوم نسطَّر بمواقفنا الدفاع عن الإسلام ونصرة الرسول الأعظم سطورًا من نور ستظل تشع نورًا على هام التاريخ شامخة تلألأ على مر الأجيال القادمة إلى أن يرث الله تعالى الأرض ومن عليها، لأننا عرفنا أنَّ مصدر قوتنا ، وعزتنا هو التمسك بالدين الحنيف، والالتفاف حول نبيِّنا الأعظم، فخرجت أعظم أمة عسكرية عرفتها البشرية سيسجلها التاريخ جهادًا واسنادًا ودفاعًا عن الإسلام والمستضعفين المكلومين في غزة ومقاومتها الباسلة، برُغم تعرضنا لأَكْبَر عدوان وحصار كوني يشهَدُه العالَمُ اليومَ، ولكننا رُغم كل تلك التحديات نبقى السباقين في نصرة مظلومية الشعب الفلسطيني على مدى أحد عشر شهرًا حضورًا لافتًا أرعب العدو الإسراىيلي والأمريكي والبريطاني وأيقظ مضاجعهم، على طول البحار الأحمر والعربي والمتوسط والمحيط الهندي ، وعمق العدو الإسراىيلي، ومازال القادم أعظم بمزيد من المفاجآت كما قال السيد القائد عبدالملك الحوثي-يحفظه الله في كلمته التدشينية للمولد النبوي:” الأعداء سيفاجئون في البر كما تفاجئوا بالبحر بتقنيات جديدة غير مسبوقة في التاريخ”، سنبقى نحن اليمنيون الرقم الأوحد الذي لا يضاهنا أحد نصرةً لمظلومية غزة، وسيظل اليمن المحمدي هو الأول والأرقى في التمسك بسبيل نبيه الأعظم جهادًا وسيرًا على نهج نبيه المحمدي، وبأن أرواحنا له الفداء، لن نخلف أو ننكث الوعد في نصرته ونصرة كل المستضعفين في الأرض.

الشعب اليمني برجاله ونسائه وشيوخه وشبابه  يقف شامخًا  عزيزًا يقدم للعالم أجمع نموذجًا فريدًا رائعًا في الصمود والإباء  والمحبة والولاء والارتباط بسيد الآنام صلى الله عليه وآله وسلم، والنصرة والوفاء للأمة ومقداساتها وأن نصرة الحق لايقاس بالكلمات بل بالأفعال،حيث يبرز هذا الشعب العظيم لنصرة غزة بكل ما أوتي من قوة في الوقت الذي يعاني فيه الشعب الفلسطيني من الخذلان العربي والإسلامي، فهذا المولد النبوي الشريف يذكرنا ويذكر الأمة بأن النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم هو نبي الأمة جمعاء وهو الذي دعا إلى الوحدة والتضامن والتكافل والأخوة الإيمانية” المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضا”، لذلك سيكون احتفالنا هذا العام بهذا اليوم العظيم المبارك فرصة لتجسيد هذه القيم في الواقع نصرة وتأييدا وإسنادا برا وبحرا وجوا للتأكيد على أننا لسنا مجرد مشاهدي للأحداث الدموية الوحشية  التي لامثيل لها في هذا العصر، بل نحن جزء من الحل دعمًا وإسنادًا وانتصارًا للشعب الفلسطيني المظلوم،
فنحن لن نترك الجهاد ولن نترك غزة وسيبقى موقفنا الإيماني المبزئي ثابتا لن يتغير إقتداء وتأسيا برسولنا الأعظم وتجسيدا لا تباطنا العمل بنهجه؛  لأن دم غزة هو دمنا ومعركتها معركتنا ونصرتها ليس خيارا بل هو واجب مقدس ديني لن نحيد عنه أبدًا.

سنحتفل بالمولد النبوي الشريف هذا العام بحفاوة لا نظير لها في العالم الإسْلَامي بأكمله، مجسّدين بذلك معنى كلامَ صاحب المناسبة الشريفة الذي قال ـ وهو من لا ينطق عن الهوى ـ: “الإيْمَانُ يمان، والحكمة يمانية”، احْتفَاءٌ تمتد جذوره المتينة إلى عُمق تأريخ الإسْلَام، إذ يمثل وفاءً مُستمراً لعهد الأجداد – “الأنصار”- الذين تحتفظ لهم سيرة النبي الأعظم بدور استثنائي، حاولت القوى الدخيلة على التاريخ والدين كالوهابية المقيتة طمس المولد النبوي الشريف وإغراقه بآلاف النصوص والفتاوى التي كفّرت  الاحتفال بالمناسبة وجعلت منه بدعة، وحشدت كماً كَبيراً من الأعذار والتضليلات لفصل الأحفاد عن أجدادهم، ولفصل الإيْمَان عن اليمن، ولكن يأبى اللهُ إلا أن يُتِمَّ نورَه ولكره الكافرون.

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com