المنبر الاعلامي الحر

ثورة 21 سبتمبر.. ميلاد الهيبة العسكرية وصعود قوة الردع

يمني برس | تقرير خاص

في ليلة الحادي والعشرين من سبتمبر 2014، لم يكن اليمنيون يفتحون صفحة جديدة في تاريخهم فحسب، بل كانوا يضعون الأساس لنهضة عسكرية واستراتيجية غير مسبوقة، ثورةٌ خطّها الأحرار بدمائهم، فلم تكن مجرد صرخة ضد الفساد والوصاية، بل تحوّلت إلى بوابة عبور من واقع الاستضعاف العسكري إلى موقع القوة والردع الإقليمي.

لقد أعادت الثورة الاعتبار للجيش، وأعادت بناءه على أسس وطنية بعيدة عن الوصاية الأجنبية، لتكسر القيود التي كبّلت المؤسسة العسكرية لعقود طويلة، وتطلقها في مسار جديد يواكب التحديات ويصنع المعجزات.

 

من جيش مقيّد إلى قوة مزلزلة

قبل الثورة، كان الجيش مجرّد أداة في أيدي الخارج، يُدار بالريموت من سفارات وهيئات دولية، ويُمنع من امتلاك أسلحة نوعية، الإرادة كانت مصادرة، والقرار العسكري مكبَّل، والقوة مفرّغة من مضمونها.

لكن الثورة قلبت المعادلة رأسًا على عقب: الجيش تحرر من الوصاية، وتحول إلى عقل وذراع للشعب اليمني، لا إلى أداة بيد الأجنبي، ومنذ تلك اللحظة بدأ التحول الاستراتيجي, من الدفاع إلى الهجوم المزلزل، ومن الاستضعاف إلى موقع الفعل والردع.

 

الثورة بوابة التصنيع العسكري

ما كان محرّمًا لعقود صار واقعًا ملموسًا بعد الثورة، التصنيع العسكري الذي كان ممنوعًا أصبح خيارًا استراتيجيًا، ورشٌ متواضعة تحولت إلى مصانع تنتج وتبتكر وتطوّر، فانبثقت من رحم الحصار منظومات صاروخية متقدمة وطائرات مسيّرة هجومية ودفاعية، وضعت اليمن في مصاف القوى المقتدرة.

اليوم، صواريخ اليمن الباليستية ومسيّراته تخترق الأجواء وتفرض معادلات جديدة، حتى اعترف العدو الصهيوني نفسه بخطرها، تصريحات المجرم نتنياهو ومسؤولي الكيان الصهيوني لم تكن إلا شهادة علنية بأن ثورة 21 سبتمبر كانت الشرارة التي دشّنت مسارًا عسكريًا أربك استراتيجيات الاستكبار العالمي.

 

العدوان.. اختبار كشف قوة الثورة

حين شنّ تحالف العدوان حربه في مارس 2015، كان يظن أن الثورة ستُقبر خلال أيام، لكن ما لم يدركه أن 21 سبتمبر قد منحت اليمن روح الصمود وفتحت أمامه أبواب الإبداع العسكري.

في سنوات معدودة، انتقل اليمن من بلد محاصر بلا خيارات إلى قوة تمتلك صواريخ طويلة المدى، ومسيّرات دقيقة، ومنظومات دفاعية متطورة، هذا التحول لم يكن ليحدث لولا الثورة التي أعادت القرار العسكري إلى صنعاء، بعيدًا عن واشنطن والرياض، ليصبح الجيش قوةً وطنية مستقلة القرار.

 

الهيبة العسكرية.. ثمرة الدماء والصمود

اليوم يقف اليمن بجيشه وصواريخه ومسيّراته كقوة ردع إقليمية تُحسب لها تل أبيب وواشنطن ألف حساب، لم يعد القلق الصهيوني مخفيًا، بل صار معلنًا في المؤتمرات والتصريحات: “اليمن تهديد استراتيجي”.

هذه الهيبة لم تُبْنَ بالصدفة، بل صيغت بدماء الشهداء وصمود الشعب وإرادته الحرة، وكانت ثورة 21 سبتمبر حجر الأساس لكل ما تحقق من منجزات عسكرية نوعية.

 

الثورة والوعي.. السلاح الموازي للبندقية

لم تكن القوة العسكرية وحدها هي سر المعادلة، بل الوعي الثوري الذي زرعته 21 سبتمبر في كل بيت وقرية، هو الذي جعل السلاح أداة بيد شعب مؤمن بقضيته.

هذا الوعي رسّخ أن السلاح بلا قضية يصبح مجرد حديد، أما إذا تماهى مع إرادة الأمة، فإنه يصنع النصر ويحمي السيادة، وهنا كان التلاحم الشعبي هو الدرع الأقوى الذي حمى الثورة ووفّر للجيش حاضنة لا تتزحزح.

 

ثورة مستمرة.. وردع يتعاظم

ثورة 21 سبتمبر لم تكن محطة عابرة، بل أساس نهضة عسكرية واستراتيجية صنعت يمنًا جديدًا، من بين الركام والحصار خرج جيل من القادة والمهندسين والمقاتلين الذين وضعوا اليمن على خارطة القوى التي يُحسب لها الحساب.

اليمن اليوم يعلن للعالم: بثورة 21 سبتمبر، لم نحرر قرارنا السياسي فحسب، بل صنعنا هيبة عسكرية تردع المعتدي، وتنصر المستضعفين، وتضع اليمن في موقعه التاريخي كقوة لا يمكن تجاوزها.

نقلا عن 21 سبتمبر

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com