المنبر الاعلامي الحر

السيد عبد الملك الحوثي: طوفان الأقصى محطة فارقة أحبطت مخطط تصفية القضية الفلسطينية ومشروع “إسرائيل الكبرى”

يمني برس | صنعاء

أكد السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي أن عملية طوفان الأقصى كانت عملية مهمة وعظيمة ومباركة، مثلت محطة فارقة ونقلة كبيرة في مسار جهاد الشعب الفلسطيني على مدى العقود الماضية.

وقال السيد القائد في كلمته اليوم الخميس 5 ربيع الثاني 1447هـ الموافق 9 أكتوبر 2025م، حول تطورات العدوان على غزة والذكرى الثانية لطوفان الأقصى، إن المسار الأمريكي الإسرائيلي قبل العملية كان يتجه نحو تصفية القضية الفلسطينية بشكل كامل، مشيراً إلى أن العملية جاءت في سياق 75 عاماً من الإجرام الصهيوني اليهودي المستهدف للشعب الفلسطيني.

وأوضح أن الوجود الإسرائيلي في فلسطين يمثل في جوهره عدواناً واحتلالاً واضطهاداً يومياً واغتصاباً للحقوق، مبيناً أن العدو كان يهدف منذ البداية إلى السيطرة التامة على فلسطين والانتقال بعدها لتنفيذ مشروعه التوسعي المسمى “إسرائيل الكبرى”.

وأضاف أن العناوين الصهيونية المعلنة تقوم على السيطرة على المنطقة ومصادرة حقوق الشعوب وكرامتها واستقلالها، وأن مشروع الصهيونية يعني تحويل المنطقة بكل ثرواتها وموقعها الاستراتيجي لخدمة المصالح الأمريكية والإسرائيلية، مع استعباد الشعوب وإذلالها وطمس هويتها، بل وتجريدها من قيمها وحقوقها الإنسانية المشروعة.

وأشار السيد القائد إلى أن المخطط الصهيوني له أهداف عالمية بعيدة المدى، ويتخذ من منطقتنا مرتكزاً رئيسياً لتحقيق تلك الأهداف، لافتاً إلى أن أخطر ما في هذا المخطط هو سعي الصهاينة لإشراك أنظمة عربية في تصفية القضية الفلسطينية تحت عناوين مثل “صفقة القرن” و“تغيير الشرق الأوسط”.

وأكد أن التطبيع لم يكن مجرد خيانة للأمة، بل علاقة شاملة مع العدو الإسرائيلي على مختلف المستويات، موضحاً أن ما يسمى باتفاقيات السلام كانت في حقيقتها اتفاقيات استسلام تتضمن التزامات من طرف واحد هي الأنظمة العربية، تمهد لتمكين العدو من السيطرة الشاملة على المنطقة.

وقال السيد القائد إن من أبرز التزامات الأنظمة العربية عبر مسار التطبيع القبول بتصفية القضية الفلسطينية والتفريط بها، وهو ما تجلى خلال العامين الماضيين في رفض بعض الأنظمة قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الكيان الصهيوني رغم جرائمه في غزة.

وأضاف أن أنظمة غير إسلامية قطعت علاقاتها مع العدو بدافع الضمير الإنساني، بينما ما زالت بعض الدول العربية ماضية في علاقاتها معه، معتبراً أن استمرار أي دولة تحترم نفسها في علاقة مع هذا الكيان المجرم أمر معيب ومخزٍ.

وأكد السيد القائد أن القبول بتصفية القضية الفلسطينية والتفريط بها يمثل كارثة كبيرة في واقع الأمة، لأن القضية الفلسطينية لها اعتبارات دينية وأخلاقية وإنسانية، وترتبط كذلك بالمصالح القومية للأمة، لافتاً إلى أن تصفية القضية تعني مصادرة حقوق شعب كامل والتفريط بالمقدسات الإسلامية.

وشدد على أن التطبيع صفقة خاسرة لكل الأنظمة العربية، موضحاً أن العدو الصهيوني اتجه بعد التطبيع إلى تغيير المناهج الدراسية الرسمية العربية بهدف تربية جيل جديد على الولاء له والقبول بسيطرته، واصفاً ذلك بأنه كارثة كبرى.

مؤكداً على أن من أخطر المسارات التي يعمل عليها الأمريكي والإسرائيلي بدعم غربي هو تغيير المناهج التعليمية لاستهداف هوية الأمة وثقافتها وفكرها، في محاولة لطمس الوعي الشعبي العربي والإسلامي تجاه القضية الفلسطينية ومواجهة المشروع الصهيوني.

Comments are closed.