ترحيب فلسطيني وعربي ودولي بإعلان اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
ترحيب فلسطيني وعربي ودولي بإعلان اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
يمني برس |
توالت ردود الفعل الفلسطينية والعربية والدولية المرحبة بإعلان التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، الذي أعلن اليوم الخميس، بعد 734 يوماً من بدء العدوان الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة، والذي أدى إلى استشهاد أكثر من 67 ألف فلسطيني ، وإصابة نحو 170 ألف، علاوة على دمار 90 بالمئة من بنية القطاع المحاصر، فيما يفتك الجوع والعطش وسوء التغذية بالكثيرمن السكان، في سياق حرب إبادة جماعية استخدم فيها العدو الاسرائيلي، خلال عامين، كل الوسائل المجرّمة في القوانين الدولية.
وجاءت معظم ردود الفعل مرحبة بالإعلان عن الاتفاق ومطالبة بسرعة تنفيذ بنوده، وضمان عدم نكث العدو الإسرائيلي للاتفاق، أو التحايل في بنود تنفيذه كعادته.
فمن جانبها، قالت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين ، “إنّ ما تم إنجازه من اتفاق على وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع العدو الصهيوني لم يكن منحة من أحد”.
وأضافت، في بيان “ورغم أننا لا ننكر الجهود العربية والدولية، فإننا نؤكد على حجم التضحيات الهائلة التي قدمها شعبنا الفلسطيني، وشجاعة وبسالة مقاتليه في الميدان الذين واجهوا قوات العدو وأظهروا شجاعة غير مسبوقة في القتال؛ ولولا ذلك، لم تكن المقاومة قادرة على الوقوف نداً قوياً على طاولة المفاوضات”.
كذلك، اعتبرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أن “اتفاق وقف إطلاق النار خطوة أولى نحو إنهاء الإبادة وصمود الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة كسرا آلة الحرب الصهيونية وفرضا الاتفاق”.
وقالت الجبهة، في تصريح صحفي، “إنّ التوصّل إلى اتفاقٍ لوقف إطلاق النار وبدء تنفيذ مرحلته الأولى يُعتبر انجاز مهم وخطوةً أولى في طريقٍ طويل لإنهاء معاناة شعبنا، لقد آن الأوان لأن تتوقّف الإبادة”.
موقف الفصائل الموحد
أيضا، قالت لجان المقاومة في فلسطين، إن الاتفاق الذي تم التوصل إليه بجهود الوسطاء والأشقاء المصريين والقطريين والأتراك من أجل وقف العدوان والمحرقة والإبادة الصهيونية في قطاع غزة، جاء ثمرة ونتيجة لصمود غزة وشعبها المقاوم الأسطوري وتضحياته العظيمة بعد عامين من العدوان.
وأضافت اللجان، أن “الموقف والرد الموحد لفصائل المقاومة وعدم الرضوخ لمعادلة الإبادة أو الاستسلام أفشل كافة مخططات العدو الصهيوني”.
بدورها، أكدت حركة الأحرار الفلسطينية، أهمية ضمان عدم عودة مجرم الحرب المطلوب لمحكمة الجنايات الدولية، بنيامين نتنياهو، وحكومته الفاشية لعدوانهم على غزة، والتنصل مما تم الاتفاق عليه بعد تسلم الأسرى كسابق عهدهم.
وقالت: “إن المعركة البطولية التي خاضها المفاوض الفلسطيني، والتي اتسمت بكامل المسؤولية النابعة من حرص المقاومة على شعبنا وحياته ومقدراته وكرامته، لا تقل ضراوة عن الحرب التي خاضتها على أرض الميدان مع جيش العدو الصهيوني، والتي بحمد الله تكللت بنصرٍ مبين ووقفٍ لحرب الإبادة على شعبنا”.
تدفق المساعدات
عربياً، أعربت سلطنة عُمان، عن ترحيبها بالاتفاق على بنود وآليات تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مؤكدة أن من شأن هذا الاتفاق الإسهام في وقف الحرب، والإفراج عن الأسرى والمحتجزين من الجانبين، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وأكدَّت وزارة الخارجية العُمانية، في تدوينه على منصة “إكس”، أهمية استمرار الجهود الإقليمية والدولية الهادفة إلى تثبيت وقف إطلاق النار، وتهيئة الأجواء للوصول إلى حل سياسي عادل وشامل يضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ويحقق الأمن والاستقرار في المنطقة.
أما مُفتي سلطنة عُمان، الشيخ أحمد بن حمد الخليلي، فقد هنأ جميع أبطال المقاومة الإسلامية في غزة وفلسطين واليمن وبلاد الشام، بالانتصار الكبير على الكيان الصهيوني.
وقال، في تدوينة على منصة “إكس” “إنّا نهنئ أولا أنفسنا ثم جميع أبطال المقاومة الإسلامية في غزة وأرض فلسطين وفي أرض اليمن العزيزة وفي بلاد الشام وغيرها، بهذا الانتصار الكبير الذي كان للحق على الباطل، واندحار العدو حتى اعترف علانية بالفشل في احتلال غزة الذي طالما كانوا يتمنونه”.
وتابع الشيخ الخليلي: “ولعمري إنه لنصر عسكري وسياسي لأهل الحق فقد خابت صفحة العدو وخسرت؛ إذ انكشف للعالم جميعا جرمه وظلمه، وتعاطف العالم مع القضية الفلسطينية”.
فيما رحبت وزارة الخارجية المصرية، بالاتفاق الذي تم التوصل إليه في شرم الشيخ ورأت فيه “لحظة فارقة” في حرب غزة.
تحذير من خداع الكيان الصهيوني
من جانبها أعلنت إيران في بيان لوزارة الخارجية، دعمها لخطة وقف إطلاق النار في غزة.
وقالت الخارجية الإيرانية، إن طهران دأبت على دعم أي إجراء أو مبادرة تتضمن وقف حرب الإبادة الجماعية.
وأضافت في بيان: “انطلاقًا من دعمها للمقاومة المشروعة للشعب الفلسطيني في سبيل نيل حق تقرير المصير، سخّرت الجمهورية الإسلامية الإيرانية كل إمكانياتها الدبلوماسية خلال هذين العامين، لا سيما على المستوى الإقليمي ومنظمة التعاون الإسلامي، وكذلك الأمم المتحدة، للضغط على الكيان الصهيوني وداعميه لوقف الإبادة الجماعية وخروج المحتلين من غزة”.
وأشارت إلى أنها، إذ تُحيي ذكرى شهداء المقاومة العظام، تُؤكد على مسؤولية المجتمع الدولي في منع الكيان الصهيوني من انتهاك ميثاقه، وتدعو جميع الأطراف إلى اليقظة والحذر إزاء خداع الكيان ونكثه بوعوده.
وأعرب الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، عن سعادته لأن المفاوضات” بمساهمة من تركيا” أسفرت عن وقف إطلاق النار في غزة.
ترحيب أممي
من جانبه، رحّب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بالإعلان عن الاتفاق في غزة. وقال إنه “يجب الإفراج عن جميع الأسرى بشكل كريم، يجب تأمين وقف دائم لإطلاق النار، ووقف القتال نهائيا، ويجب ضمان الدخول الفوري وبدون عوائق للإمدادات الإنسانية والمواد التجارية الأساسية إلى غزة، وإنهاء المعاناة”.
أيضا، قالت ممثلة منظمة العفو الدولية في الاتحاد الأوروبي، مونتسيرات كاريراس، إن العقوبات على “إسرائيل” هي الوسيلة الوحيدة القادرة على تغيير مجرى الأحداث في قطاع غزة.
وأكدت كاريراس ، في تصريح للأناضول، اليوم الخميس، أن الوقت حان لاتخاذ خطوات فعلية، وليس مجرد إدانة أو بيانات سياسية.
وأضافت، أن المجتمع الدولي تأخر كثيرا في اتخاذ موقف حازم ضد “إسرائيل”، التي اقترفت جرائم إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني على مدى عامين.
كما دعت مقررة الأمم المتحدة المعنية بالأراضي الفلسطينية، فرانشيسكا ألبانيز، إلى ضمان تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بغزة وتفكيك الاحتلال الإسرائيلي غير الشرعي ونظام الفصل العنصري في فلسطين”.
وقالت ألبانيز، في تدوينة على منصة “إكس”: “بينما نرحب باتفاق وقف إطلاق النار، دعونا نضمن أنه يحظى بالاحترام”، مشيرة إلى أن الكيان الإسرائيلي لم يحترم الاتفاق في المرة الأخيرة.
وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، أعلنت من ناحيتها، أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه لوقف إطلاق النار في قطاع غزة والإفراج عن الأسرى يمثل مصدر ارتياح كبير.
أما مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، فقد أكدَّ أن وقف إطلاق النار في غزة تأخر كثيرًا، وأن الوقت حان لتقديم المساعدات الإنسانية على نطاق واسع للوصول إلى جميع الأسر التي تعاني من أوضاع كارثية.
ورحّب المدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع جورج موريرا دا سيلفا ، باتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
وقال ” نرحب باتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح جميع الأسرى في غزة”، مؤكدًا استعداد ” مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع للمساعدة في تسهيل التوسع الفوري في تقديم المساعدات العاجلة في جميع أنحاء غزة”.
على الصعيد الأوروبي، اعتبرت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس، أن “الاتفاق على المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار في غزة تقدم مهم، وإنجاز دبلوماسي كبير وفرصة حقيقية لإنهاء حرب مدمرة”.
وفي رد فعلها، أبدت روسيا، على لسان المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، دعمها للاتفاق بين “إسرائيل” وحماس بشأن المرحلة الأولى بهدف إنهاء العدوان في غزة.
وأمَلت الصين، بدورها، تحقيق وقف إطلاق نار دائم وشامل في غزة في أسرع وقت ممكن، وأعربت عن استعدادها للعمل مع المجتمع الدولي للتوصل إلى حل عادل للقضية الفلسطينية.
فيما أكدَّ رئيس كولومبيا، غوستافو بيترو، اليوم الخميس، أن استمرار الدعم الأمريكي لـ”إسرائيل” في ظل إدارة ترامب كان سيؤدي إلى تمديد الأزمة الإنسانية والإبادة الجماعية في غزة إلى ما لا نهاية.
وقال بيترو، في تدوينه على منصة “إكس” رصدتها وكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، إن “الضغط الدولي والوساطات التي قادتها قطر ومصر، إلى جانب المواقف الحازمة لجنوب إفريقيا وكولومبيا وعدد من الدول الأخرى، فضلاً عن انفصال جزء كبير من أوروبا عن توجهات الحكومة الأمريكية، ساهمت في إضعاف العلاقة بين ترامب ونتنياهو مؤقتًا وبشكل جزئي”.
وأكدَّ الرئيس الكولومبي أن اقتراحه بإنشاء جيش لتحرير فلسطين سيظل قائماً، لكن سيكون دوره مقتصراً على مهام إعادة الإعمار بالتعاون مع الفلسطينيين.
وشدد وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، على وجوب فعل كل شيء لتطبيق الاتفاق في غزة، وطالب حكومة “نتنياهو” بوضع حد للإبادة بحق الفلسطينيين واتخاذ خطوات حقيقية نحو سلام نهائي، معتبرا أن السلام النهائي مشروطا بإقامة دولة فلسطين.
وأبدى وزير خارجية بلجيكا، ماكسيم بريفو، ترحيب بلاده بالاتفاق، وقال إنه خطوة حاسمة نحو وقف إطلاق النار لا سيما لإنهاء الحصار وإطلاق سراح الأسرى.
وبدعم أمريكي وأوروبي، يواصل جيش العدو الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر 2023، ارتكاب جرائم إبادة جماعية وحصار وتجويع في قطاع غزة أسفرت عن استشهاد 67,194 مدنياً فلسطينياً، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة 169,890 آخرين، حتى اليوم، في حصيلة غير نهائية، حيث لا يزال الآلاف من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.
Comments are closed.