دراسة: أطفال غزة يواجهون انهياراً نفسياً وبيئياً غير مسبوق في مراكز الإيواء
دراسة: أطفال غزة يواجهون انهياراً نفسياً وبيئياً غير مسبوق في مراكز الإيواء
يمني برس |
كشفت دراسة جديدة صادرة عن الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (حشد)، أن الطفولة في قطاع غزة تعيش واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العصر الحديث.
وأوضحت الدراسة، التي حملت عنوان “حماية الطفولة في مناطق النزاع ومراكز الإيواء بقطاع غزة”، أن عدد الأطفال النازحين داخل مراكز الإيواء تجاوز 850 ألف طفل، وسط اكتظاظ شديد وغياب للخصوصية ونقص حاد في الخدمات الأساسية. وأشارت التقارير الأممية إلى استشهاد أكثر من 16 ألف طفل وإصابة أكثر من 34 ألفاً منذ بدء العدوان، إلى جانب فاقد تعليمي بلغ 78% من إجمالي الطلاب، ما يشكل تهديداً خطيراً للبناء النفسي والمعرفي لجيل كامل.
وبيّنت الدراسة أن البيئة داخل مراكز الإيواء انعكست سلباً على الصحة النفسية والسلوكية للأطفال، حيث سجلت معدلات مرتفعة للقلق والخوف الليلي بنسبة 85%، والعدوانية 62%، والانسحاب الاجتماعي 47%، والتبول اللاإرادي 39%، وضعف التركيز 71%، وهي مؤشرات صنفها الباحثون ضمن اضطرابات ما بعد الصدمة الناتجة عن العنف المتواصل وفقدان الأمان.
وأكدت الدراسة أن منظومة الحماية المجتمعية للطفولة في غزة تشهد انهياراً حاداً، إذ تفتقر مراكز الإيواء إلى الحد الأدنى من الحقوق الأساسية للطفل، في مجالات الغذاء والماء النظيف والمأوى والتعليم والرعاية الصحية والأمن.
وأشارت إلى أن إغلاق المعابر ومنع دخول الإمدادات والوقود فاقم الأزمة الإنسانية وتسبب في نقص المياه والغذاء وتدهور الخدمات الصحية، ما جعل مراكز الإيواء تعتمد على مساعدات غير منتظمة لا تلبي الاحتياجات الأساسية، في وقت تتطلب فيه آلاف الحالات تدخلات نفسية عاجلة وعلاجاً سلوكياً للتعامل مع تراكم الصدمات.
وطالبت الهيئة الدولية (حشد) بتعزيز برامج الدعم النفسي والاجتماعي داخل مراكز الإيواء، وتفعيل المساحات الصديقة للطفل، وإعادة دمج الأطفال في التعليم الطارئ، وتحسين البنية الصحية والخدمات الأساسية، داعيةً إلى رفع الحصار وفتح المعابر فوراً لضمان تدفق المساعدات الإنسانية والدعم النفسي والتعليمي، حمايةً لجيل يواجه خطر الانهيار الإنساني الكامل.
Comments are closed.