المنبر الاعلامي الحر

مشروع تفجير الجنوب: من حضرموت إلى المهرة… بتصميم سعودي–إماراتي واضح

يمني برس | باحث جنوبي: التشكيلات العسكرية المدعومة سعوديًا وإماراتيًا تخدم المشروع الصهيوني وتدفع حضرموت والمهرة نحو صراع مُفتعل

 

أكد الكاتب والباحث في شؤون المحافظات الجنوبية، محفوظ ناصر، أن التشكيلات العسكرية التي ترعاها السعودية والإمارات في المحافظات الجنوبية لا تخدم مصالح اليمنيين، بل تصبّ في خدمة المشروع الصهيوني، وتكشف عن حالة من “صراع اللصوص” بين القوى المتحالفة. ووصف ما يسمى “المجلس الرئاسي” المشكّل في الرياض بأنه “شركة أمنية متصدعة”، لافتًا إلى أن الصراع على المناصب والجباية يؤكد انفصاله الكامل عن هموم المواطنين.

 

وأوضح ناصر، خلال مداخلته في برنامج “ملفات” على قناة “المسيرة” مساء الاثنين، أن التركيز على محافظتي حضرموت والمهرة ليس وليد اللحظة، بل امتداد لمشاريع قديمة تعود إلى ستينيات القرن الماضي، مشيرًا إلى أن تعدد التشكيلات العسكرية—من “جيش النظام” و”جيش البادية” سابقًا، إلى المسميات الحالية—يهدف إلى زرع التشرذم والصراع، تمامًا كما كان ينتهجه الاستعمار البريطاني حين رفض إنشاء جيش موحد في عدن.

 

وأكد أن الهدف الرئيس لهذه التشكيلات هو إدخال حضرموت والمهرة في أتون حرب أهلية، وهو ما سعت إليه الرياض وأبوظبي لسنوات، بما يمنحهما القدرة على نهب الثروات وإيقاف التنمية. وأضاف أن ما يجري يحمل طابعًا انتقاميًا من السعودية والقوى الخليجية “الرجعية” تجاه الموقف الصامد لصنعاء طوال ربع قرن.

 

وأشار ناصر إلى أن هذه القوى المحلية المتصارعة ليست سوى “كلاب صيد” تخدم المشاريع الإمبريالية الأمريكية والإسرائيلية، بهدف تأمين ممرات آمنة في البحرين العربي والأحمر والسيطرة على الثروات. وكشف أن توافد الدبلوماسيين والعسكريين من الولايات المتحدة و(إسرائيل) وفرنسا إلى هذه المحافظات يؤكد الأهمية الاستراتيجية للمنطقة وثرواتها.

 

وفي سياق حديثه، اعتبر ناصر أن هذه التشكيلات تسعى لتعويض الفشل الصهيوني–الأمريكي في البحر الأحمر وباب المندب خلال العامين الماضيين، إذ فشلت في مواجهة الضربات اليمنية بالطائرات المسيّرة والصواريخ. ولفت إلى تكرار السيناريو ذاته الذي شهدته حضرموت عام 2014، عندما مُكّن تنظيم “باطرفي” من السيطرة عام كامل قبل أن تُستجلب قوات أخرى لتحريرها في “بطولات وهمية”.

 

وأشار إلى أن الصراع داخل ما يسمى “مجلس القيادة الرئاسي” يكشف هشاشته وتصدعه، إذ لا يمتلك وحدة قرار، وكل طرف فيه مرتهن لمشغله السعودي أو الإماراتي. ووصف هذا الصراع بأنه معركة على الجبايات والثروات، وأن كثيرًا من قادته تحولوا إلى “مليارديرات”.

 

واستشهد ناصر بتصريحات نائب رئيس المجلس، فرج البحسني، الذي اتهم رئيس المجلس رشاد العليمي بالتعطيل المتعمّد للقرارات، مهددًا بخطوات أحادية، في حين أصدر عيدروس الزبيدي قرارات تعيينات لاحقًا شرعنها العليمي، ما اعتبره الباحث دليلاً على غياب رئيس فعلي.

 

واختتم محفوظ ناصر حديثه بالتأكيد على أن الأطراف المتصارعة لا تعبأ بمصالح الوطن أو المواطنين، بل تعمل لخدمة المشغلين الخارجيين، وأن السياسات المعتمدة تدفع الشباب للتحول إلى مرتزقة أو تجار مخدرات أو منتمين للجماعات التكفيرية، مشيرًا إلى تجنيد وتدريب عشرات العناصر في مطار الريان الذي وصفه بأنه قاعدة أمنية استخباراتية تُدار من الموساد والـCIA.

 

 

 

Comments are closed.