المنبر الاعلامي الحر

البيان الختامي اللقاء الرمضاني العام لعلماء اليمن محافظة/ صعدة

يمني برس | متابعات | البيان الختامي اللقاء الرمضاني العام لعلماء اليمن محافظة/ صعدة

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين وارض اللهم عن الراشدين من الصحابة والتابعين لهم بإحسان الى يوم الدين . نظرا لما تمر به الامة الاسلامية واليمن من وضع متردٍّ وانتهاك صارخ لحرمات بلاد المسلمين وتدخل في شئونها الداخلية وارتهان بعض الحكومات وعمالتها للخارج ، بل صارت درعا واقيا للصلف الصهيوامريكي تسير في فلكه وتنطق باسمه فاستبيحت البلاد جوا وبرا وبحرا وأهدرت الدماء المحرمة بحجج واهية أنشأها المحتل وزودها بالمال والسلاح ثم بزعم محاربتها استعمر الشعوب ودمرها . وفي ظل الاختلالات الأمنية وتصارع الفرقاء الذين كانوا شركاء في الحكم سابقا ولاحقا وما نتج عنه من غياب للأمن وقطع للطرقات ومصادر القوت وكثرة السلب والنهب والاغتيالات والتفجيرات التي اودت بالمئات من الأبرياء ، وما يحدث من قتل وتشريد للآمنين تحت مسميات عدة لاناقة لهم فيها ولا جمل . وما يحدث في العالم الاسلامي من تجاهل متعمد للقضية الفلسطينية وجعلها قضية ثانوية، والسكوت عن الابادة الجماعية للمسلمين في بورما ، وتجريم السكوت عن هذه الاشياء كلها فقد حرص العلماء المجتمعون على تبيين حرمة هذه المنكرات التي لا يقرها دين ولا أعراف وأصدروا البيان الختامي لهذا الاجتماع العلمائي المبارك تطبيقا لقول الرسول صلى الله عليه وآله (لتأمرن بالمعرون ولتنهون عن المنكر او ليسلطن الله عليكم شراركم فيدعوا خياركم فلا يستجاب لهم) لما سبق وإسهاما من العلماء ، وحرصا منهم على تفعيل الدور المناط بهم فقد اجتمعوا من مختلف محافظات اليمن في حاضرة السلام والعلم محافظة صعدة يومي العاشر والحادي عشر من شهر رمضان المبارك سنة 1433 هـ امتثالا لقوله تعالى : (ولتكن منكم أمة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون) واستشعارا لأهمية دور وعظمة الأعمال التي يجب علي العلماء القيام بها لكونهم ورثة الأنبياء كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وآله ويحملون مسؤولية قيادة الأمة . وبعد تدارس الوضع الإسلامي عموما واليمني خصوصا بنقاش مستفيض وتداول الآراء وفقا لما تضمنه جدول اعمال الاجتماع قرروا مايلي : أولا : وجوب تعزيز مبادئ وأسس الوحدة الإسلامية وتمتين وتوثيق الروابط التي تجمع الأمة ، ونبذ ومحاربة كل مظاهر التفرق ، بما يكفل نهضة الأمة بعزة وكرامة، واتخاذ الطرق والوسائل التي تؤدي الى تفعيل هذا الهدف النبيل ، كي يتحقق قول الله سبحانه (وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون) واقعا ملموسا في حياة المسلمين، ويرتقي بهم، ويجمع كلمتهم، ويجسد وحدتهم . ثانيا : تحذير المسلمين جميعا من الخطر الداهم الذي أضر العباد والبلاد وهو خطر الفتنة الطائفية الذي ما انتشر في بلد إلا كان وبالا وشرا مستطيرا ، وكم وكم عمل أعداء الله والإنسانية على اذكائه ونشره في أوساط المسلمين لإضعافهم حتى يتسنى لهم من خلال ذلك السيطرة والتسلط والاحتلال، وهو ما يستوجب العمل الجاد على دفع هذه الفتنة، وإيضاح خطرها، والأخذ على يد من يروج لها بين اوساط المجتمع المسلم، ويقتضي وجوب نشر الأخوة والمحبة والتسامح والقبول بالآخر، وتطوير أطر ومبادرات التفاهم والتلاقي لوأد الفتن وتعزيز التلاحم الداخلي بين المسلمين . ثالثا: رفض الانتهاكات والتدخلات الخارجية الأمريكية والاقليمية وخصوصا في الشأن اليمني وما ترتب عليها من استباحة للدماء والقتل والخراب والتشريد، ومن ذلك تحليق الطيران الأمريكي في الأجواء اليمنية وانتهاك ارضها ومياهها، وقتل اليمنيين بالصواريخ جوا وبرا وبحرا، وهو ما يمثل جرائم ضد الانسانية لا تسقط بالتقادم، ويستلزم الوقوف الجاد والمسؤول لصد كل الاعتداءات والانتهاكات بالطرق والأساليب التي تناسب الحدث والمرحلة وعلى شتى المستويات تطبيقا لقوله تعالى : (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة) ويؤكدون على وجوب التمسك بمضامين الحملة المليونية المناهضة لهذا التدخل ويحثون المجتمع اليمني خصوصا والأسلامي عموما على استمرار التوعية بمثل تلك الحملات المناهضة ، والتصدي للتدخلات الأمريكية وغيرها بكل الوسائل . رابعا: وجوب العمل على إزالة الاختلالات الأمنية، وما نتج عنها من قطع للطرقات واغتيالات سياسية وبث للرعب بالتفجيرات الإجرامية وغير ذلك من الظواهر السلبية كونها تتنافى مع مبادئ وقيم الاسلام الحنيف، الذي يتمتع بها المجتمع اليمني، والتحذير من العبث بأموال وممتلكات ومقدرات الشعب المتمثل في الاعتداء على المنشئات العامة مثل خطوط الطاقة الكهربائية ، وتفجير انابيب النفط والغاز باعتبار ذلك من أملاك الأمة ، وأن ما يجري هو نتيجة للمكايدات السياسية التي اضرت بالبلد وبجميع المواطنين . وجميع ذلك يتطلب ايضا تفعيل وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي أخذه الله على عاتق العلماء وتجريم السكوت على ذلك . خامسا : يؤكد العلماء على وجوب التوحد ورفع المظلوميات وحفظ الحقوق، وعدم مصادرتها على أسس مناطقية أوحزبية، او مذهبية، وعدم السماح بتكرار اشعال أي حروب داخلية أخرى مثل تلك الحروب العبثية التي وقعت في شمال الوطن وجنوبه تحت أي مبرر . سادسا: يحذر العلماء من السكوت عن خطر الارتهان للخارج وما يترتب عليه من إملاءات، وزيادة في معاناة الشعوب اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وما ينتج عنه من مسخ للثقافة والهوية الإسلامية وإثارة للنعرات في أوساط المجتمع، ويؤكدون على تحريم ذلك. سابعا: يحذر العلماء من خطر الإعلام الموجه لإثارة الفتن والنعرات الطائفية والمذهبية بقصد اشعال الحرب الأهلية التي يخطط لها الأعداء وفي مقدمتهم العدو الصهيوني بهدف تمزيق الوطن وإنهاكه في جميع المجالات ليسهل السيطرة عليه . ويدعون الى تنقية المناهج التعليمية والتربوية والمنابر الاعلامية من كل العناصر والقضايا التي تبث الكراهية الدينية والمذهبية . ثامنا: يوصي العلماء بتشكيل لجنة تحضيرية لمتابعة قرارات وتوصيات العلماء في هذا اللقاء ، والعمل الجاد على توعية المجتمع بما تضمنه البيان الختامي كل من موقعه بما يحقق تأدية الواجب الملقى على عاتق العلماء، ويدعو الحاضرون علماء الامة العربية والاسلامية الى عقد لقاءات وندوات للتعريف بمخاطر الفتنة الطائفية والمذهبية وفضح المؤأمرة الأمريكية التي تقف وراءها ، وتجريم المساعي التي تذكي النعرات الطائفية والمذهبية في مختلف بقاع العالم الاسلامي، ويوصي العلماء من أرض الايمان والحكمة بجعل القضية الفلسطينية قضيتهم الأساسية والتي يسعى العدو الاسرائيلي لتمييعها وجعلها قضية ثانوية، ووجوب مقاطعة البضائع الأمريكية والاسرائيلية كخطوة أولى في المواجهة الاقتصادية التي يستغلها الأعداء في صالحهم. كما يجرم المجتمعون ما يحدث من إبادة جماعية للمسلمين في بورما والسكوت الدولي عما يحدث هناك من انتهاك صارخ للحقوق الانسانية والحريات الفكرية والدينية . تاسعا : يحث المجتمعون الشعوب الثائرة على الظلم والطغيان في بلدانها بالاستمرار بثوراتهم بيقظة ووعي والحذر من الوقوع في براثن المخططات الامريكية الصهيونية حتى تتحقق مطالبهم. عاشرا: يحذر المجتمعون السلطات من مضايقة المسلمين أو منعهم من أداء فريضة الحج ونسك العمرة فالحج فريضة واجبة على من استطاع اليه سبيلا ، ولا يحق ولا يجوز لأي دولة أو سلطة أو جهة منع هذه العبادات تحت أي مسمى ، وأن مثل ذلك يعد مخالفة لكتاب الله وسنة رسوله وهدما لركن من اركان الاسلام (ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب اليم) الحادي عشر : أجمع الحاضرون أن تكون كلمة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي وثيقة هامة من وثائق اللقاء الرمضاني العام لعلماء اليمن . الثاني عشر : أجمع الحاضرون على تشكيل مجلس أعلى لمتابعة مقررات وتوصيات اللقاء العام . وفق الله الجميع لما يحب ويرضى ونسأله سبحانه وتعالى أن يجعل هذا الاجتماع المبارك في هذا الشهر المبارك فاتحة خير للبلاد والعباد والأمة الاسلامية جمعاء والحمد لله رب العالمين وصلى وسلم على سيدنا محمد وآله الطاهرين .

صادر عن اللقاء الرمضاني العام لعلماء اليمن
بتاريخ 11 رمضان 1433هــالموافق 30/7/2012م

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com