المنبر الاعلامي الحر

أمريكا وصناعة الموت…

يمني برس
abomalek1
بقلم -يوسف الفيشي‎‎

من لم يمت في القدس مات ببورما تعدت الأسباب وأمريكا واحدة…
بعيداً عن السياسة والانشغال بالهوامش والوهم والسراب وفي الوقت الضائع أشاهد ما حدث ويحدث في بورما من مذابح ومجازر ومسالخ ضد المسلمين والمستضعفين والنساء والعجائز والشيوخ والأطفال وعلى مرأى ومسمع وفي وضح النهار وأمام أعين سكان الكرة الأرضية بأسرها والعالم الإسلامي والمتشدقين بالإسلام صامتون بل منشغلون بتسفير المجاميع إلى سوريا لقتال الشعب العربي السوري المسلم، وإعلام العرب والمسلمين يركز على التحريض المذهبي الطائفي العرقي المقيت ويقرع طبول الحرب المذهبية خدمة لأمريكا هذا ما يحدث والشعوب الإسلامية تائهة في معارك داخلية عبثية ومشائخ الإسلام المزيف الأمريكي غارقون في إصدار بيانات التكفير والتفسيق ضد القوى التي تصارع وتقارع العدو الأمريكي والعدو الإسرائيلي المتغطرس.

عجباً لها من أمة عربية وإسلامية أضاعت القدس والمسجد الأقصى وغضت الطرف ولا زالت عن ما جرى ويجري في فلسطين والأفغان واليمن من مجازر ومذابح ترتكبها أمريكا والعدو الصهيوني اليهودي واليوم ها هي لا تلتفت ولا يهمها ما تراه في بورما من جرائم وإبادة جماعية عرقية لم يشهد لها التاريخ مثيل، تجلب الهم والغم فوالله لو مات الإنسان هماً لما كان به ملوما ولكان عندي جديرا كما قال الإمام علي عليه السلام، مجازر يندى لها جبين الإنسانية وتستنكرها الوحوش في الغابات والصخور والرمال، مذابح تبكي لها النجوم والقمر وينذهل من هولها الليل البهيم، ولم نسمع أحداً يتحدث ولا يخطب ولا يبكي ولا يستنكر ولا يدين، حتى العالم الذي يدعي التحضر والإنسانية الزائفة ويتباكى على السراب ويذرف الدموع على المرتزقة الذين جندهم ضد الشعب السوري أين مجلس أمنهم وأممهم المتحدة على الظلم والباطل منذ أن نشأت؟ أين هي أوربا العجوز؟ أين الغرب والشرق مما حدث ويحدث في بورما؟ أليسوا بشراً؟ أليسوا ضحايا؟ أين الجامعة العربية؟ أين المكفرون والمفسقون ومن يدعون الجهاد زوراً ضد إخوانهم؟ أين الوهابية؟ أين كل من يدعي أنه غيور على الإسلام والمسلمين؟ ولا كلمة ولا مظاهرة ولا وقفة احتجاج ولا شيء! لا قمم ولا اجتماعات!.. واقع مفجع موت وسكوت مريب، لماذا؟ الجواب هو لأن أمريكا واليهود وراء ما يجري في بورما وهذا مؤكد فكل شر وجريمة هي من صنع أمريكا والتاريخ يشهد والحاضر يشهد والزيارات الأمريكية المتكررة إلى بورما تدل على تورط أمريكا فيما يجري ضد مسلمي ماينمار فهي عدوة الشعوب ومحور الشر في العالم كله..

سبع عجائب في الدنيا وسكوتنا عجب عجاب.

أيها المسلمون أين ماكنتم سنة أو شيعة أتقوا الله، أيها الأحرار أين ماكنتم أقول لكم أين حريتكم؟ تحركوا كونوا أحراراً في دنياكم، أيتها الشعوب المسلمة تحركي وأضغطي على الزعماء لاتخاذ موقف حازم مما يجري من قتل وتشريد، يا ابناء الأمة العربية والإسلامية تابعوا وشاهدوا ما يجري في بورما من أهوال وبشاعة لا يتحملها الجماد ففي كل يوم مجزرة ومصاب تدك له الهضاب، والله لو كانت هذه المجازر بحق حيوانات لثار العالم لإيقافها إنها مشاهد فوق العبث وفوق التصور والخيال البشري فكفانا صمتاً يا قومي فالصمت حرام.

لقد كتبت هذه السطور من واقع الألم الذي أعيشه فوخز الضمير يكاد يمزق أحشائي كتبتها كموقف بسيط حتى لا أكون شريكاً للمجرمين بسكوتي كتبتها معذرة إلى ربي، ونصيحة لكل من يرى ويسمع فلا عذر للجميع أمام الله لا في الدنيا ولا يوم نلقاه في المحشر والقيامة والحساب.

وأخيراً أُذكِّر المسلمين بقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم { من لم يهتم بأمور المسلمين فليس من المسلمين } والسلام…

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com