المنبر الاعلامي الحر

هذا السفير مُستفز!!

يمني برس _ أقلام حرة 

بقلم / عبدالله الصعفاني
* تتحول مواقف السفير الأمريكي في صنعاء جيرالد فايرستاين إلى خليط من التسلية المتهكمة.. وكأنه لا يقود سفارة الدولة العظمى، وإنما مجرد مواطن أمريكي يتسلى بقرع طنجرة في نافذة أمريكية ويغني «أردوغان أصغِ إلى أصوات شعبك».
2
* ورغم أن علاقتي بالقات شديدة الشبه بعلاقتي بسفارات أمريكا وتركيا وإيران.. إلا أن تعليقات فايرستاين على الأمور في اليمن غاية في الاستفزاز.. خاصةً عندما يطالب أبناء محافظة لحج بتغيير نوعية القات الذي يتعاطونه لأنهم – حسب تعبيره – يشاهدون إيرانيين فيحسبونهم مارينز أمريكي.

* وحتى عندما يكون هذا السفير جاداً فإنه لا يتوقف عن الاستفزاز.. فيفتي في أمور الحكومة والقبيلة وضغوط صندوق النقد وتهريب السلاح والسجين عبدالإله حيدر.. لكنه في الغالب الأعم لا يعبّر إلا عن غرور وغطرسة إدارته التي تستبدل القات بالعبث بعقول أهالي (96) سجيناً يمنياً في معتقل جوانتانامو كثيرهم مضربون عن الطعام منذ فبراير الماضي.

* لقد قال هذا السفير بأنه التقى العديد من الأطراف السياسية الأمريكية الرفيعة خلال زيارته الأخيرة لواشنطن.. مؤكداً تفاؤل تلك الأطراف باليمن.. وليته فقط قام بأي دور يقنعهم بعدم التصويت في 14 يونيو الجاري ضد نقل معتقلي جوانتانامو إلى اليمن.. ربما كان الموقف بدرجة إعطاء معنى إضافي لوصفة الرومانسي للتسوية السياسية اليمنية بأنها التسوية الساطعة.

* ولا أريد أن أسأل السيد «جيرالد»: هل شاهد هناك فيلم الحرب القذرة.. والذي تضمن مقاطع من عملية اليمن.. البلد الفقير الذي يشارك أمريكا حربها على الإرهاب رغم أن (60%) من أطفاله يعانون من سوء التغذية.. وإنما أسأل: هل المساعدات الأمريكية ترتقي بأي حال إلى المستوى الذي يبرر هذه الغطرسة ولو من باب سوء التقدير للأمور؟ وهل قتل اليمنيين بالطائرات بدون طيار إنجاز أمريكي ساطع؟

* هذا السفير لا يتوقف عن التصريح الذي يصب في تسجيل أهداف يحسبها على طهران، ولا نرى معظمها إلا في مرمى اليمن.. خاصةً عندما يعلن أنه يتفق مع صندوق النقد الدولي في ضرورة رفع أسعار الوقود، مع أن حجم ما يقدمه صندوق النقد الدولي ومعه الأمريكيون يمكن تغطيته محلياً بمجرد تصفيد بعض هوامير الفساد اليمنيين.

* المثير للدهشة أن هؤلاء الأمريكيين لا يتوقفون عن التصريح والإيحاء بأنهم أحنّ على هذه الأمة من الأمّ.. مشعلين فتيل التحذير المستمر من إيران، في سياق إشعال كل ما هو مذهبي وطائفي، وهم لا يدركون أن لهم مكرهم ولنا بقايا عقول تقول لنا بأننا نرفض جيهان (1) وجيهان (2) الإيرانيتين، بذات رفضنا لعشرات الآلاف من السلاح التركي والعشرات من طلعات الطيران الأمريكي.

* ودائماً لا غنى لنا في اليمن عن تذكر وليم شكسبير وهو يقول:
“ما كان للذئب أن يكون ذئباً لو لم تكن الخراف خرافاً..!”

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com