المنبر الاعلامي الحر

حذاري من الفتنة والحرب المذهبية

يمني برس – أقلام حره -حذاري من الفتنة والحرب المذهبية

بقلم / د_ عبده البحش .
942486_296703193798354_466247130_n
لقد ادرك العدو الاسرائيلي انه من المستحيل الانتصار على امة تعشق الشهادة وتدافع عن دينها وعن ارضها وعرضها ضد عدو محتل غادر جبان ، خصوصا بعد الهزائم التي تكبدها العدو الاسارئيلي في صراعة وحروبه الطويلة مع حزب الله اللبناني البطل ، حيث كان العدو الاسرائيلي يحتل لبنان من جنوبه الى شماله في مطلع الثمانينات ، فكان الرد الثوري الاسلامي الجهادي اللبناني بتشكيل حزب الله ليكون المقاومة الثورية الاسلامية للاحتلال الاسرائيلي في لبنان.
واستطاع حزب الله ان يجبر العدو الاسرائيلي على الانسحاب من شمال لبنان بفعل العلمليات النوعية التي شنها حزب الله ومعه تشكيلات اخرى من لبنانية مقاومة ، واستمرت الانتصارات العظيمة التي سطرها حزب الله على جيش الاحتلال الاسرائيلي وعملاءه تتصاعد بين الفينة والاخرى مما اجبر العدو الاسرائيلي على الانسحاب نحو جنوب لبنان في تقهقر واضح لجيش الاحتلال الاسرائيلي بفعل ضربات حزب الله النوعية ضده ، وفي منتصف الجنوب اللبناني قرر العدو الاسرائيلي التمركز في المرتفعات الجبلية الشاهقة وبناء التحصينات الخرسانية فيها للسيطرة على ما تبقى من اراضي الجنوب اللبناني المحتل ، الا ان ابطال حزب الله تمكنوا من تصعيد وتيرة عملياتهم الجهادية ومهاجمة العدو الاسرائيلي في ثكناته رغم تحصيناتها الشديدة وتنفيذ عمليات نوعية مباغتة الحقت خسائر بشرية ومادية كبيرة في صفوفه ، فقرر العدو الاسرائيلي الانسحاب من جنوب لبنان تاركا خلفه معداته واسلحته كغنائم حرب للمجاهدين الابطال اسود حزب الله.
من تلك اللحظة ادرك العدو الاسرائيلي انه لم يعد بالامكان هزيمة حزب الله في اية حرب او مواجهة مباشرة قادمة خصوصا بعد الهزيمة النكراء التي مني بها جيش الاحتلال الاسرائيلي في حرب تموز عام 2006م ، فقرر العدو الاسرائيلي اعتماد استراتيجية جديدة في الحرب والصراع مع حزب الله اللبناني البطل ، هذه الاستراتيجية الجديدة للعدو الاسرائيلي تتمثل في صناعة عدو لحزب الله يحاربه نيابة عن اسرائيل كما فعلت امريكا ابان الحرب الباردة في صراعها مع الاتحاد السوفيتي ، وذلك من خلال تجنيد الجماعات الاسلامية المصنعة امريكيا لشن حرب استنزاف طويلة الامد مع الاتحاد السوفيتي باستخدام الجماعات الاسلامية المندفعة للحرب بعقيدة دينية ظنا منها انها تجاهد الكفر والالحاد الشيوعي وتدافع عن الاسلام من خطر الزحف الاحمر ولم يتنبه الكثير من اعضاء تلك الجماعات انهم سيقوا الى معركة لا ناقة لهم فيها ولا جمل الا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي.
اليوم تحاول اسرائيل وامريكا وعملائهما في المنطقة اعادة نفس السيناريو الافغاني من خلال صناعة عدو جديد لحزب الله يحارب بالوكالة عن اسرائيل انطلاقا من مبررات وذرائع طائفية ومذهبية يتم توظيفها لهذا الغرض ، مستغلين الثنائية الاسلامية السنية والشيعية لخلق فتنة مذهبية بين الطرفين ودفعهما للحرب فيما بينهم ، من خلال تاجيج العداء بين الطرفين السني والشيعي ومن خلال استخدام علماء مأجورين لاصدار فتاوى تحريضية للقتال من طرف ضد طرف اخر كما هو حاصل الان لدى العديد من مشائخ وعلماء السنة الذين باتوا يحرضون البسطاء على الجهاد ضد من يصفونهم بالشيعة الاثناعشرية الرافضة الكفرة حزب الله اللبناني وكذلك ضد من يصفونهم بالشيعة العلوية الكفار الجيش العربي السوري ، تلك الاقاويل والاباطيل سمعناها من علماء سنة كثيرون في بلدان مختلفة منهم يوسف القرضاوي ومحمد العريفي ومحمد عبدالمجيد الزنداني واخيرا هيئة كبار العلماء في السعودية التي اصدرت بيانا دعت فيه الامة الاسلامية للتوحد ورص الصفوف والجهاد ضد الشيعة حزب الله والجيش العربي السوري .
ان تلك الدعوات اخواني السنة والشيعة المحترمون عافاكم الله وحفظكم من شر فتنة دهاقنة اليهود والنصارى ليست في الحقيقة الا فخا كبيرا وشرا مستطيرا من قبل امريكا واسرائيل ومرتزقتهما للايقاع بينكم ودفعكم الى حرب ضروس يقتل فيها المسلم اخاه المسلم كان سنيا او شيعيا وهذا حرام حرام حرام ، فلا تصدقوا اخوني المسلمين سنة وشيعة تلك الدعوات الوقحة والفتاوي الضالة سواء جاءت من شيخ سني او عالم شيعي واعلموا اخواني المسلمين جميعا ان من يدعو الى مثل هذا ما هو الا كذاب اشر ، فلا تصدقوا تلك الدعوات المهلكة لامة الاسلام ، لانها في حقيقتها وقيعة كبرى ومستنقع خطير لاغراق امة الاسلام في اتون حرب طائفية ومذهبية خدمة لاجندة اسرائيلية وامريكية تتمثل في تدمير قوى المقاومة الاسلامية والعربية والحفاظ على امن الكيان الاسرائيلي الاحتلالي اللعين.

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com