المنبر الاعلامي الحر

رسالة إلى سفهاء الإعلام

((هذا الذي لا تعلمونه عن نفسية المجاهد ))
 
بقلم د.يوسف الحاضري
 
جبهات الجهاد لا يدخلها إلا إنسان باع نفسه وماله وكل شيء لله خاصة في اليمن من منطلق أن الموت فيها مضمون 100% وفقا لما للعدوان من أسلحة متطورة وطائرات وقنابل واسلحة محرمة دوليا وغير ذلك ،،،،
 
هكذا نهج قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي رضوان الله منذ أول لحظات التصدي للعدوان ، لذلك يدرك كثير ممن هم في الجيش ومازالوا في البيوت حتى اللحظة لماذا لم يتم أستدعاءهم للتحرك للجبهات رغم أنه عملهم هذا ولن يتم أستدعاءهم أساسا ، فمن يريد أن يتحرك لله وللدين وللمسيرة القرآنية وللأرض وللعرض سيتحرك وهو بائع لنفسه ولماله لله وسيبلي بلاء حسنا وعظيما وسيتقبله الله ويكون عنده وجيها ، وما مهمة أنصار الله في ذلك إلا كما كانت مهمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع أصحابه وهو (تحريض الناس للجهاد ) وليس (تكليفهم بالأمر ) …. ولا يكلفون إلا أنفسهم فقط منطلقين من الأمر الرباني (فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك وحرض المؤمنين ) فالجهاد تكليف على من يقود الناس أما المجتمع فلا يفرض عليهم القتال على الإطلاق ولكن يتم توضيح ان الذي سيقاتل في سبيل الله هو من الصالحين المؤمنين والذين يتقاعسون ويجبنون ويتخاذلون عن ذلك فهؤلاء (منافقون) ملعونون منبوذون منحطون لن يقبل منهم صلاتهم ولا نفاقتهم ولا أي عمل صالح آخر مهما كبر أو صغر ،.
 
الهدف من هذا التشريع الرباني وفقا لهذا الأمر وبهذا الاسلوب هو أن يكون اولا غربلة بين صفوف المؤمنين (حتى يميز الخبيث من الطيب ) ، فالصلاة مثلا وبقية العبادات الأخرى ليست مقياسا للخبيث من الطيب كما هو مقياس الجهاد (بالمال والنفس ) ، وأيضا ليضمن الله ان الذين في جبهات القتال رجال صدقوا ما عاهدوا الله ، ولا يخافون لومة لائم ولا يخشون قوى العدو مهما عظم وكبر وكثر وأشتد وحشد عكس الذين إذا ما فرض عليهم القتال فرضا حتى إذا حمي الوطيس وأشتد القتال فروا وهربوا وولوا على ادبارهم خائفين فيسقطون الأمة وتنهزم جبهة تدعي ان قائدها الله امام جبهة يقودها الشيطان .
 
عندما فرض الله الجهاد بالنفس والمال وربط بينهما (جاهدوا بأموالكم وأنفسكم) و (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون ) وغير ذلك من الآيات لأن الأمرين (النفس ) و (المال) أحب الأشياء إلى الأنسان نفسه وأغلاها وأثمنها لذا كان الإمتحان الرباني والتجارة معه فيهما ليميز الله الصادق من الكاذب في مسألة (عبودية الله والخضوع له والإنقياد لأوامره ) فلو كان مثلا التمايز في ان فرض 1000 ركعة فإن الجميع سيؤديها ولن تصعب عليه وسيضيع المنافق بين المؤمنين ولا يعرف الصادق من الكاذب .
 
من هذه المنطلقات ومن هذه النفسيات فإن الذين يتواجدون في جبهات القتال سواء الجبهات الداخلية والخارجية يمتلكون نفسيات زاهدة عن الدنيا وعن متاع الدنيا وعن شهواتهم خاصة شهوة الأكل ولا يبحث إلا ما يسد رمقه ليبقيه متماسكا ليتصدى وينكل بأعداء الله سواء كان الأكل (زبادي) أو كان (لحم مندي) او حتى تأخر عليهم الأمداد الغذائي لأسباب او لأخرى ، ولم نجد متذمرون ومتباكون وذا نفوس ضيقة كأنما يصعد إلى السماء إلا أولئك الذين كان يجب ان يتواجدون في جبهات العزة والشرف بدلا من التواجد في جبهات الفراش والمداكي ، وهذه حقائق واقعية عشناها وتعايشنا معها خلال فترة العدوان الذي يصل اليوم الى 782 يوما منذ بدايته ومازال مستمرا .
 
لذلك ، لا يمكن ان نجد في هذه الجبهات هذه النفسيات المريضة التي تتذمر من نقص شيء من متاع الدنيا خاصة وقد سقطت بجانبه عشرات الصواريخ والقنابل والمدافع ورأى الموت رأي العين عشرات المرات وسقط بجانبه عشرات الشهداء من زملاءه وأبناء منطقته وأصدقاءه وحمل جثثهم فوق ظهره ، ليأتي إلى ” سفية الإعلاميين” المسمى عبدالولي المذابي فيتصل له في برنامج يتبع قناة تدعي انها تتصدى للعدوان تحت مسمى #قناة_اليمن_اليوم فيقول له شاكيا باكيا انه لا يأكل في الجبهات إلا روتي وزبادي فقط وانصار الله ياكلون ما لذ وطاب وكأنه يتكلم عن نزول ترفيهي سياحي وليس إلى الموت بذاته ، فعن اي بيع لله النفس والمال يتكلم هذا الذي يدعي انه مجاهد في الجبهات ؟؟؟ يشكي ويبكي لأنه لم يجد اكلا دسما في مكان مكتظ بالموت وطريق الموت!!! فهذا شخص منافق (ومنهم من يلمزك في الصدقات فإن اعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون ) هذا على اساس انه بالفعل وصل إلى مشارف جبهة (وليس المشاركة فيها) اما اذا كان المتصل يدكي في ديوان خاص بسفية الإعلاميين فهذه كارثة الكوارث تسقط بها مجاميع كثيرة من السفهاءالمنافقين الذين يطلق عليهم طابورا خامسا ولزاما إيقافهم عند حدهم حتى وإن كان الهدف الأساسي لهذه النفسية الخبيثة أن يحصل تحرك كهذا لأهداف تندرج ضمن اهداف العدوان ، فالله غالب على امره ولكن اكثر الناس لا يفقهون .
 
#د_يوسف_الحاضري
قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com