الساكتون لا شك .. مجرمون

يمني برس _أقلام حرة


بقلم / يحيى الشامي
[email protected]
القتل- لاشكـ – من أبشع الجرائم التي يرتكبها أي نظام حاكم ، فكيف إذا كان ذلك النظام يدعي شرعيته من الثورة أو قل جاء في حال ثورة لم يؤمن بها يوماً إلا بالقدر الذي تمكنه من نفسها.
الصمت الحكومي المطبق إزاء جريمة اسستهداف المعتصمين من شباب الثورة في ساحة التغيير قبل أيام يضع أكثر من علامة استفهام وتعجب ، و التفسير الوحيد له هو أنه محصلة طبيعية لقناعة راسخة لدى المتوافقين في حكومة المباردة بأن الثورة باتت تمثل مصدر قلق كبير لا يمكنهم تجاوزه ، و تلكـ المسيرات الـ – شبه يومية – تتسبب لهم بإحـراج شديد أمام المجتمع الدولي الذي يُختَزل لهُ المشهد اليمني بالحوار الوطني الشامل فقط ؛ ليُقدم اليمن كأنموذج خرج من ما يطلقون عليه فوضى الثورات العربية ، لكن الواقع يخالف كل هذه التنظيرات الافتراضية التي بدا أن من يُراهن عليها هم المتخوفون من ثورة الثلاثين من يوليو في مصر لا سيما بعد أن بشّر الكثير من المحللين والكتاب بحصول نفس الثورة التصحيحية ضد الأخوان المسلمين فرع اليمن ، وإذا كانت القضية تتمثل بتصحيح مسار ثورة .. فما أو لى اليمنيين بتصحيح مسار ثورتهم ، التي تغوّل فيها النافذون إلى حد صار من الطبيعي أن نشهد تصاعداً لا فتاً في الحراك الثوري ولربما ولادة حركة تمرد يمنية رفضاً للأخونة والتخوين ولخداع الشعوب باسم الإسلام ورفضاً الإحتقان الطائفي ، والمحاصصة ، ولغة التكفير وتوظيف الدين …إلخ ،
ومع أن الأخوان في اليمن جزء من الحكم وليسوا منفردين به إلا أن استثمارهم اللاأخلاقي للدين وتلاعبهم بمشاعر الناس ، والتناقض الكبير بين خطابهم ووعودهم بالإصلاح قبل وصولهم للحكم ونقضهم لكل تلك الوعود بعد تمكنهم خلال فترة زمنية قصيرة نسبياً أثبت أن التجربة الأخوانية المصرية لا تختلف كثيراً عنها في اليمن باعتبار أن للاخوان استراتيجية حكم واحدة في العالم الإسلامي ، فجريمة قتل أربعة مواطنين مصريين وسحلهم والتمثيل بهم لم يهز شعرة للأخوان ولا لرئيسهم الذي لم يتطرق للموضوع في أي من خطبه الأخيرة فقط لأن الضحايا من غير طائفته وهو الأمر الذي يتكرر هنا في اليمن في جريمة استهداف شباب الثورة المعتصمين ..إنه التشابه الذي يذهب حد التطابق وإنه السقوط أو التساقط الذي لا شك له تداعياته في أكثر من بلد .. وما يوم مصر منهم ببعيد.