المنبر الاعلامي الحر

من وحي خطاب السيد القائد اليمن قائد التغييرات الاستراتيجية في المنطقة !!!

بقلم زيد احمد الغرسي
مثّل خطاب السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي نقلة استراتيجية في مواجهة العدوان السعودي الامريكي ورسم معادلات عسكرية جديدة ونقل المعركة الى عمق اراضي دول العدوان مستهدفا صلب اقتصادها وشكّل مرحلة جديدة في تغيير المشهد السياسي في المنطقة واكّد على دخول اليمن مرحلة التأثير الاقليمي والدولي واعاد لليمن امجاده وتاريخه وحضارته وقدّم مشهدا جديدا لعظمة الشعب اليمني وصموده الاسطوري ضد العدوان العالمي وحصّن النسيج الاجتماعي والجبهة الداخلية ومحاولات تفكيكها من قبل العدوان كما تّوج ذلك بصورة اليمن في جمهوريته الحقيقية .
احتوى الخطاب على الكثير من الرسائل الاستراتيجية والدلالات العميقة والمعاني الوطنية الصادقة وسأحاول التطرق الى بعض ما جاء منها في نقاط مختصرة كالتالي :-
– يأتي توقيت الخطاب في وقت شهدت الجبهة الداخلية توترا كبيرا ومهاترات اعلامية بين المؤتمر الشعبي العام وانصار الله والتي انعكست سلبا على الجبهة الداخلية واستفاد منها العدوان وطابوره الخامس فكان للخطاب اثره الكبير في تهدئة النفوس وإعادة السكينة للشارع اليمني بارتياح نفسي لدى الجميع ولم يكتفي عند هذا الحد بل اعطى دفعة معنوية عالية لأبناء الشعب اليمني بما اعلنه من مفاجئات ضد دول العدوان وهو ما ضاعف الفرح والارتياح وازال الاجواء القاتمة .
– في العاشر من فبراير عام 2017م تحدث السيد القائد عن صناعات صاروخية جديدة كاشفا عن صناعة طائرات بدون طيار وفي نفس الوقت اعلن مرحلة ما بعد بعد الرياض وبعد مرور ثمانية اشهر فقط من ذلك الوقت يكشف السيد القائد اليوم عن انجازات اكبر في القوة الصاروخية وتطور في صناعة الطائرات بدون طيار ودخول صناعات جديدة في مجال القوة البحرية والجوية . فعلى المستوى العسكري لم يحدث ان حصل تقدم كبير في هذه الصناعات وعلى كل المستويات الجوية والبحرية والصاروخية في زمن قياسي لا يتعدى الثمانية الاشهر ولم يكن على بال اي خبير عسكري ان يسمع هذا التطور التقني والصناعي في مدة قصيرة وبظروف استثنائية في ظل عدوان عالمي شامل وحصار مطبق وتحليق لطيران التجسس على مدار الساعة وبإمكانيات بسيطة مع الانشغال بأكثر من اربعين محور قتال . انها معجزة بالفعل لم تكن الا بتوفيق من الله وفضله وعونه .وعلى المستوى التقني لم يكن بخاطر احد من اليمنيين ان يواجهوا احدث التكنلوجيا الامريكية في وسائل دفاعها او طائراتها الهجومية وهنا نقطة هامة اشار لها السيد القائد ان المواجهة التقنية والصناعية مع الصناعات والتقنية الامريكية وليس مع السعوديين الذي ليس لهم اي شيء يذكر سوى صحن الرز .
– بالنظر الى المناطق التي اعلن السيد القائد دخولها تحت الاستهداف الصاروخي والبحري والجوي نلاحظ انها تغطي اغلب مناطق شبه الجزيرة العربية وجزء من الدول الافريقية المطلة على باب المندب بداء من الوصول لكل العمق السعودي شمالا الى العمق الاماراتي شرقا الى السواحل الافريقية جنوبا مرورا بباب المندب وصولا الى ميناء ايلات الاسرائيلي في فلسطين المحتلة شمال غرب الجزيرة العربية .
هذا التطور النوعي والتقني ليس بالأمر العادي بل يعتبر تطورا استراتيجيا على مستوى المنطقة وسيكون له تداعيات كبيرة على كل المستويات بما يعيد لليمن موقعه الطبيعي المؤثر في المنطقة كما يمثل ضربة قوية للعدوان الذي راهن على تدمير اليمن خلال ايام لكنه بعد ثلاثة اعوام يفاجئهم بقوته التي تطال اي مكان في دول العدوان تم بناءها خلال العدوان فقط .
– بعد عامين ونصف من العدوان يطل قائد الثورة اليمنية بمعادلات سياسية وعسكرية جديدة سيكون لها دور بارز في تغيير المشهد السياسي والدفع بشكل قوي لهزيمة المشروع الامريكي وادواته من المد التكفيري في المنطقة .
فعلى المستوى السياسي راهن الامريكيون على شن عدوان خاطف على اليمن ثم تقسيمه لستة اقاليم وفق مشروع الشرق الاوسط الجديد كونه الحلق الاضعف في المنطقة لكن صمود الشعب اليمني وتصاعد قوته افشل ذلك وساهم بشكل رئيسي في تحقيق انتصارات المقاومة في لبنان وسوريا والعراق بسبب غرق النظام السعودي في المستنقع اليمني ولم تتوقف تداعيات الصمود عند هذا الحد بل انتقل اليمنيون الى دعم الحراك التحرري الشعبي في داخل المملكة السعودية .
اما على المستوى العسكري فتركزت المعادلات الجديدة على محورين الاول تغطية كل الاهداف والمنشئات الحيوية في العمق السعودي والاماراتي بالقوة الصاروخية والثاني ادخال النفط السعودي للمعركة كونه عصب الاقتصاد الرئيسي للسعودية والتي منها
• الانتقال من مرحلة ما بعد بعد الرياض الى الوصول لكل العمق السعودي
• ميناء الحديدة مقابل نفط السعودية في مصافيه او موانئه او سفنه البحرية
• قدرة القوة البحرية على استهداف التواجد العسكري لدول العدوان في البحر الاحمر وخليج عدن والبحر العربي ، وانتهاء مرحلة التغاضي عن تحركات دول العدوان في تلك الممرات المائية نظرا للاعتبارات السابقة بخصوص حركة الملاحة الدولية .
• تدشين مرحلة استهداف العمق الاماراتي بما فيه من منشئات حيوية واماكن استراتيجية وسينتج عنه من اثار اقتصادية سيئة عليها كونها تمثل احدى دول العالم المتقدمة في مجال الاستثمار .
• بالرغم من انشغال اليمنيين بالعدوان عليهم الا ان عينهم لم تغفل عن العدو الاسرائيلي فبعد الاعلان عن تجهيز قوة بشرية للمشاركة مع حركات المقاومة في اي مواجهة قادمة ضد كيان العدو تأتي مفاجأة اخرى وهي قدرة القوة البحرية اليمنية للوصول الى ميناء ايلات الاسرائيلي في شمال البحر الاحمر وبعد ثلاثة اعوام من قلق نتنياهو على باب المندب ها هو يصله الرد في عقر داره
– على الصعيد الداخلي مثّل اللقاء المباشر بين قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي والزعيم على عبدالله صالح رئيس المؤتمر الشعبي العام خطوة كبيرة في افشال مؤامرة العدوان لتفكيك الجبهة الداخلية كآخر ورقة راهن عليها لإسقاط صنعاء مستغلا انشغال المكونات المناهضة للعدوان ببعضهم البعض وذلك بعد فشل كل محاولاته العسكرية والسياسية والاقتصادية والامنية السابقة .
– نحن على اعتاب مرحلة جديدة لتغييرات كبيرة وانتصارات هامة في المنطقة وبقدرما يراهن العدوان على تحقيق انتصار له بعد فشله في دول اخرى سيكون اليمن له كلمة الحسم في تتويج انتصارات محور المقاومة بسوريا ولبنان والعراق وسُيعلن من اليمن سقوط المشروع الامريكي الاسرائيلي والمد التكفيري في المنطقة يساعد ذلك الحراك الشعبي التحرري في السعودية والامارات والبحرين لإسقاط الانظمة العميلة ليتشكل مشهد الاستقلال والنصر والتحرر لشعوب المنطقة .

#زيد_الغرسي

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com