الرئيس الصماد يضع لنائب ولد الشيخ شروط اليمنيين للسلام ويؤكد أن الخطط الجزئية مضيعة للوقت
525
يمني برس – صنعاء
التقى الأخ صالح الصماد رئيس المجلس السياسي الأعلى اليوم نائب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن معين شريم والوفد المرافق له الذي يزور اليمن حاليا بحضور عضو المجلس السياسي الأعلى سلطان السامعي.
جرى خلال اللقاء مناقشة الأوضاع على الساحة الوطنية في ظل استمرار العدوان والحصار وجهود الأمم المتحدة المبذولة في الجوانب الإنسانية بما يسهم في تخفيف معاناة الشعب اليمني.
واستعرض اللقاء الجوانب المتعلقة بالمحتجزين والموقوفين على خلفية أحداث صنعاء الأخيرة وعملية الإفراج عن الكثير ممن شاركوا في تلك الأحداث.
وفي اللقاء رحب الرئيس الصماد بنائب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن والوفد المرافق له .. وقال ” نرحب بكم ونحن سعداء بهذه الزيارة في هذا الظرف الاستثنائي والحساس وفعلا كان هناك ظروف استثنائية مرت بها البلاد “.
واعتبر هذا اللقاء بادرة طيبة في سبيل معرفة ما يدور وما يجري في اليمن من معاناة وكارثة إنسانية لم تحصل في تاريخ البشرية .. لافتا إلى أن هناك تناقض كبير في المواقف الدولية تجاه اليمن أسقطت الكثير من الأقنعة .
وأكد أن اللقاء فرصة لإيصال صوت الشعب اليمني من خلال الوفد لعل وعسى أن يصل هذا الصوت إلى المجتمع الدولي .. وقال ” إن الموقف الذي سمعتموه منا في جنيف هو الموقف الذي سمعتموه في الكويت ومسقط وهو الموقف الذي ستسمعونه اليوم وكذا الموقف الذي ستسمعونه منا بعد ألف عام من اليوم حتى لو حوصرنا ولو لم يبق معنا سواء مربع واحد أو مديرية واحدة في الجمهورية لأننا نمتلك مشروع وقضية واحدة وهو نفس الموقف الذي سمعتموه منا ونحن في عدن وحضرموت وجميع أرجاء الوطن “.
وعبر رئيس المجلس السياسي الأعلى عن أمله في أن تمثل هذه الزيارة بداية انفراجه للعملية السياسية .. وقال” نحن جاهزين بمنتهى التفاهمات والحرص على السلام ومد أيدينا للسلام وما بعد هذه الزيارة ليس كما قبلها”.
وأضاف” إننا مع السلام الذي يحفظ للناس الحق المشروع من العيش بكرامة، فنحن لا نقصي ولا نهمش أحد ولن نستبد بالسلطة ولن نحكم اليمن لوحدنا نحن شركاء مع جميع أبناء الشعب متى ما جاؤوا للتفاهم على طاولة الحوار بعيداً عن محاولة الإقصاء والتهميش والشطب من على الخارطة”.
واستغرب من حالة الصمت الغريب للمبعوث الأممي ولد الشيخ في ظل تصعيد العدوان وقتله للمدنيين وعدم إصدار أي تصريح بذلك .. مؤكدا أن الشعب اليمني بدأ يفقد الثقة بمصداقية الأمم المتحدة ودورها في معالجة وحل الأزمة اليمنية
ولفت الرئيس الصماد إلى أن أي خطط جزئية كما هو مطروح في موضوع الحديدة ضياع للحلول والوقت .. مؤكدا الرغبة في السلام والدخول في أي مفاوضات في حال لمسنا رغبة وجدية من الأمم المتحدة ودول العدوان في تحقيق السلام وأول المؤشرات إثبات حسن النوايا برفع الحصار وفتح مطار صنعاء الدولي وإيقاف الضربات الجوية وطلعات الطيران.
وتابع ” كما تعرفوا أننا منذ ما يقارب ثلاثة أعوام في ظل العدوان والحصار وكنا نأمل من الأمم المتحدة أن يكون لها الدور البارز في حل هذه الأزمة “.
وأشاد الرئيس الصماد بالدور الإنساني للأمم المتحدة .. وقال ” لا ننكر الدور الإنساني للأمم المتحدة والذي كان لها موقف إنساني من خلال إيصال المساعدات واستمرار التواصل من خلال بعثات الأمم المتحدة في اليمن وما كان لها من جوانب إنسانية ومواقف إيجابية “.
وتطرق إلى الدور السلبي الذي حصل من قبل، سواء كان المبعوث ينقل غير الواقع أو كان توجه للأمم المتحدة والذي كنا نأمل أن تكون راعية للمستضعفين ومظلة للعالم .
وقال ” على المستوى السياسي كان للأمم المتحدة وللأسف دور مخيب للآمال وربما بعض التعقيدات التي حصلت الفترة الماضية، حيث وصلنا إلى مرحلة لم نعد نعول على الأمم المتحدة إطلاقاً في إيجاد حل سياسي في اليمن وذلك من خلال المعطيات التي شاهدناها في الميدان “.
وأضاف ” مع بداية العدوان كانت الأمم المتحدة هي المشرفة على الحوار القائم بصنعاء برعاية مندوبها “جمال بنعمر” ومشرفة على اتفاق السلم والشراكة كما تعرفون برعاية المبعوث الأممي إلا أن تغيير البوصلة الخليجية غير موقف الأمم المتحدة وتم نسف تلك الحلول التي كان قد اتفق عليها جميع الأطراف السياسية فيما يتعلق بالسلم والشراكة “.
وتابع ” تغير موقف الأمم المتحدة كما موقف الخليجيين تماماً وبالذات النظام السعودي الذي أنكر اتفاق السلم والشراكة واعتبره اتفاق تحت التهديد كما يقال بالرغم أن سفراء الدول العشر رحبوا بالاتفاق وكذا ترحيب من الأمم المتحدة والجامعة العربية وباركته المنظمات الإقليمية والعربية والدولية، فلا يعقل أن هذه المنظمات كلها تحت التهديد”.
وأكد الرئيس الصماد أن الأمم المتحدة تعد المظلة الدولية التي يأمل الجميع أن تكون هي الحاكم لهذا العالم أصبحت هي المشرعن للقوي ليأكل الضعيف تماماً وهذا ما وصلنا إليه .
وقال ” إننا نتحاشى بالظهور أمام شعبنا بالجلوس مع الأمم المتحدة في هذا الوضع الحساس الذي لم تستطع أن ترفع الحظر عن مطار صنعاء الدولي لخروج عشرات الآلاف من المرضى للعلاج الذين هم ضحية الحرب”.. مبينا أن هناك أكثر من 12 ألف حالة وفاة جراء عدم استطاعتهم مغادرة البلاد للعلاج في الخارج.
وأضاف ” إن الأمم المتحدة لم تستطيع هي ومبعوثها فتح مطار صنعاء الدولي لاستقبال أكثر من 90 ألف عالق في الخارج نفدت مصاريفهم وأموالهم وهم الآن يعيشون في الحدائق في كثير من بلدان العالم لم يستطيعوا أن يعودوا لأوطانهم وبعضهم كان مسافر ليس معه إلا تكاليف السفر والعلاج ومع ذلك لم يستطيع العودة إلى أرض الوطن “.
وتابع ” إن الأمم المتحدة لم تستطع أن تعيد العالقين، ولم يستطع هذا المبعوث والأمم المتحدة التي كنا نأمل فيهم إعادة أكثر من 400 من جرحى الصالة الكبرى والذين خرجوا بإشراف الأمم المتحدة، لكنها لم تستطع إعادتهم ولا زالوا عالقين حتى الآن في مسقط وإيران ودول متعددة وكان سفرهم بإشراف الأمم المتحدة “.
وأشار الرئيس الصماد إلى أن المبعوث الأممي لم يستطع أيضا إعادة الوفد الوطني الذي خرج بإشراف ورعاية الأمم المتحدة إلى مفاوضات الكويت وظل عالقا في مسقط أكثر من أربعة أشهر وهو من تكفل بذهابهم وإيابهم من وإلى صنعاء، كما أن الأمم المتحدة لم تستطع إدخال رافعتين إلى ميناء الحديدة وحتى إيقاف أبسط الأشياء.
وتساءل بالقول ” ما الدور الذي ستقوم به هذه المنظمة الدولية، التي كنا نعول عليها وعلى دورها وأنها ستمثل ولو الحد الأدنى أو البسيط في رفع معاناة الشعب اليمني”.
وبالنسبة للجانب الإنساني أوضح رئيس المجلس السياسي الأعلى أن الأمم المتحدة كان لها دور بارز من خلال ممثليها واهتمامها وتعاونها مع بقية المنظمات .. وقال ” ما لمسناه أنه كان هناك دور سلبي للغاية أوصلنا إلى مرحلة من اليأس والإحباط أو التعويل على أي دور أممي وكلما رأينا أي تحرك أممي لحل الأزمة في اليمن، كلما استعدينا لتصعيد وتحرك جديد لقوى العدوان “.
وأضاف ” نحن الآن نتوقع بعد زيارتكم هذه وإن كانت ليست بمستوى كل مرة لأنه اختلف الوضع، نتوقع تصعيد كبير جداً سيتلو هذه الزيارة وغيرها من الزيارات” .. لافتا إلى أن ولد الشيخ كان يأتي كل مرة لليمن فقط ليستغل هذه الزيارة في تقديم إحاطته إلى مجلس الأمن.
وتطرق إلى ادعاءات تحالف العدوان بفتحه ميناء الحديدة فيما الواقع عكس ذلك .. وأضاف ” يدعًون أنهم فتحوا الميناء وهم لم يفتحوه حتى الآن، هم سحبوا حتى السفن من داخل الميناء وما يحصل عبارة عن هرطقات إعلامية لا أساس لها من الصحة وكما ترون المشتقات النفطية وصلت أسعارها إلى أسعار خيالية في اليمن جراء الحصار على الشعب اليمني ليس كما يدعون بسبب السلاح، لأن لديهم آليات تفتيش للسفن وهذا ليس مبررا لهم للتواجد في ميناء الحديدة إطلاقاً “.