المنبر الاعلامي الحر

السيد عبد الملك الحوثي: القضية الفلسطينية تكشف زيف دعاة الفتنة وتفضح تخاذل الأمة

يمني برس | صنعاء

أكد السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي أن بعض العرب يتحركون بنشاط في ميادين الفتن التي “يُهندس لها الأمريكي والإسرائيلي”، في حين يتجاهلون مظلومية الشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أن “ما شهدته منطقتنا من الفتنة التكفيرية على مدى أعوام طويلة” استنزف المليارات ورفع أصوات الكراهية والضجيج، بينما “لا تتحرك هذه الأصوات عندما تتعلق المسألة بنصرة الشعب الفلسطيني”.

ولفت في كلمته إلى أن “اليهود الصهاينة بأذرعتهم المتعددة عملوا داخل الأمة حتى وصلوا إلى منع أي ردة فعل تجاه عدوانيتهم”، منتقداً أولئك الذين “هم بكم أمام العدو الإسرائيلي”، لكنهم “بأصوات عالية جداً للفتنة في أوساط الأمة، وضجيجهم يملأ الساحة الإسلامية”.

وتساءل السيد الحوثي: “ما الذي ينقص القضية الفلسطينية حتى لا يتحرك لأجلها دعاة الفتنة كما يتحركون للصراع داخل الأمة؟”، مؤكداً أن “الشعب الفلسطيني مسلم سُني ومظلوميته يعترف بها العالم”، وأن “الإسرائيلي عدو صريح للإسلام والمسلمين والرسول والصحابة وأبناء الإسلام جملة وتفصيلاً”، متسائلاً: “لماذا لا تعادون ذلك الكافر؟”.

ووصف القضية الفلسطينية بأنها “أبرز قضية إنسانية وقومية”، مؤكداً أنها تمثل “مختبراً مهماً لفرز وتقييم وغربلة مجتمعنا العربي والإسلامي”، حيث تكشف الأحداث الاتجاهات الصحيحة من الخاطئة، ويُفرز فيها “الصدق والكذب”.

وقال: “من يرفع عنوان الجهاد فإن فلسطين أعظم وأقدس ميدان للجهاد، أم أنك لا ترى الجهاد إلا عندما يكون في الاتجاه الذي يُهندس له الأمريكي والإسرائيلي لإثارة النعرات الطائفية؟”، متسائلاً عن غياب “التيار الإسلامي العريض في الساحة الإسلامية بمكوناته وأحزابه وجمعياته عن نصرة الشعب الفلسطيني”، قائلاً: “هل ينتظر أبناء الأمة حتى يموت أبناء غزة بأجمعهم، أو أن ينجح العدو في تهجيرهم بالكامل؟”.

وحذر من أن العناوين الإيمانية إذا لم تجسد الرحمة تجاه المظلومين والمضطهدين، فإنها “تفتقد إلى المصداقية”، متسائلاً: “أين هي العزة الإيمانية في مواجهة الإذلال والطغيان والتكبر والإجرام اليهودي الصهيوني؟”.

وانتقد السيد الحوثي موقف الأزهر، الذي قال إنه “سحب بياناً له وحذفه لوجود بعض العبارات التي فيها تذمر من الإجرام الإسرائيلي بعبارات لا بأس بها!!”، مضيفاً: “إذا لم يكن ما يحدث على الشعب الفلسطيني من الابتلاء يبين من يصدق مع الله، فما هو نوع الابتلاء الذي يجلي واقع الأمة؟”.

وأكد أن “واقع الأمة الراهن غير طبيعي حتى على المستوى الإنساني الفطري”، مشيراً إلى أن “أمة من الأمم غير المسلمة كانت لتبقى على الفطرة ولا تقبل أن يُظلم البعض منها على يد عدو أجنبي”، مضيفاً: “هناك اختلال رهيب في واقع الأمة، وليس هناك تربية على الإيمان الحقيقي، على العزة والكرامة والشعور بالمسؤولية”.

وأوضح أن هذا الواقع يعكس “جموداً رغم الإمكانات والعدد والجغرافيا الواسعة”، مبيناً أن “القائمين رسمياً يربّون الأمة ويروضونها على الإذلال والقهر والانحطاط والقبول بالذل والهوان والاستسلام”، ويعملون على “إنهاء المشاعر والدوافع لمواجهة العدو الإسرائيلي”.

وشدد على أن “ما يفعله العدو الإسرائيلي بشراكة أمريكية ليس مجرد أحداث عارضة”، بل يأتي ضمن مشروع معلن لتغيير الشرق الأوسط، قائلاً: “عدوكم أيها العرب يعني بتغيير الشرق الأوسط تدميركم واستعبادكم وطمس هويتكم لتكونوا أمة تحت الحذاء الإسرائيلي والأمريكي”.

واختتم بالتأكيد أن “الأمة بحاجة إلى معالجة لمشكلتها الإدراكية ومشكلة عمى القلوب”، داعياً إلى الاستنهاض والحركة، قائلاً: “علينا أن نتحرك وألا ننتظر الآخرين، وانظروا إلى صمود الإخوة المجاهدين في قطاع غزة”.

قد يعجبك ايضا