حرب دماج و خلفياتها الإقليمية والدولية .
يمني برس _ أقلام حرة
بقلم / زيد احمد الغرسي
المعروف أن الحلف القائم في المنطقة والعالم التي تترأسه أمريكا يضم كل دول المنطقة تعمل في خندق لمواجهة محور المقاومة والممانعة لسياسة الاستكبار العالمي وعلى رأس حربتها السعودية كدول وكجماعات الجماعات التكفيرية التي تستخدمها ضد أي بلد أو نظام لتنفيذ مخططاتها الاستعمارية هذه الجماعات التكفيرية منتشرة في كثير من البلدان العربية حسب أولويات الإدارة الأمريكية …
وفي اليمن يمثل مركز دماج رأس حربتها ووكرا للجماعات التكفيرية المناط بها خلق فتنة مذهبية في اليمن في إطار أهداف أمريكية متوسطة وبعيدة المدى لذلك فالفتنة الحاصلة في دماج هي فتنة أمريكية بامتياز لان سياسة الولايات المتحدة أن لا تظهر في الواجهة بل تجعل عملاءها هم المنفذون لذلك وهي تلبس ثوب الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان يقدم مركز دماج والتكفيريين فيه خدمات كثيرة في آن واحد لسياسات تخدم أهداف مشتركة ومنفردة لعدة جهات داخلية وإقليمية وعالمية ففي الداخل التقت مصالح القوى التقليدية حسين الأحمر ومن خلفه وعلى محسن الأحمر والجماعات التكفيرية لمحاولة القضاء على خصم سياسي يهدد مستقبل نفوذهم وسيطرتهم ونهب ثروات البلد لا سيما مع وصول مؤتمر الحوار إلى مرحلة المخرجات التي تصب في مصلحة الشعب على غير ما كانوا يؤملون منه في تكريس سلطتهم وثرواتهم وحماية مناصبهم أما على صعيد الوضع الإقليمي والدولي .
فعندما نرى الوضع على مستوى المنطقة فنحن نلاحظ اتفاق روسي أمريكي لحل الوضع في سوريا سلميا والذهاب إلى مؤتمر جنيف 2 إلا أن من يمانع هذا الاتفاق ويحاول عرقلته السعودية المتولية لهذا الملف حاليا بعد قطر السعودية رفضت الحل السلمي ومصرة على إسقاط الرئيس بشار الأسد عسكريا ولذلك سعت إلى مواصلة الدعم وتفريخ جماعات جديدة لمواصلة الحرب في سوريا خلافا لرغبة الولايات المتحدة الأمريكية التي وصلت إلى طريق مسدود بعد ثلاث سنوات وبداءت الآن في التراجع حفاظا على مصالحها في المنطقة ..
لذلك نشأ هنا خلاف عرضي بين السعودية وأمريكا فكانت زيارة كيري الأخيرة إلى السعودية للوصول إلى اتفاق أو حل للمشكلة فكان مما قدمته الولايات المتحدة من بدائل عن الملف السوري للسعودية هي اليمن …بمعنى تمسك السعودية الملف اليمني بكل تفاصيله وتعمل فيه ما تريد دون معارضة أمريكا ومن المعلوم أن السعودية أنشأت ودعمت التيار التكفيري ونشرته في كل أنحاء العالم بما فيه اليمن فمنذ نشأة مركز دماج وغيره من الجمعيات في اليمن حصري النشأة بالسعودية لذلك تقوم السعودية بحفظ ماء وجهها أمام هذه الجماعات بفتح منطقة جديدة لاستيعابهم فكانت اليمن المحطة بعد سوريا للأسباب التالية :-
1- إن ملف اليمن دائما ولا يزال بيد السعودية لذلك لن تلقى أي رفض أو احتجاج من قبل السلطة بتوطين التكفيريين في اليمن
2- الوضع الأمني الهش الذي تمر به اليمن في كل المحافظات وعدم وجود سلطة حقيقية
3- الخوف من تداعيات الحرب في سوريا التي سيكون عودة المقاتلين التكفيريين إلى بلدانهم تشكل هاجسا لدى السلطات السعودية فهي أول من ستكتوي بنارهم لأنها المصدرة لهم والممولة فتاتي استيعابهم في جبهة أخرى حل وحيد لهم
4- ما دام أن هذه الورقة وتحريكها تؤدي وتصب في صالح أمريكا فليس لديها أي مانع من دعمها وتشجيعها وستخدمها بدون أي عناء أو تكاليف كما أن التقارب بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران ( وان كان غير مضمون ) لم تقبل به السعودية أيضا لان إيران ستصبح هي الدولة الإقليمية العظمى بالمنطقة بمعنى أنها ستسحب البساط من تحت أقدام السعودية لان الولايات ستسعى للاعتراف بقوة إيران في المنطقة وتأثيرها مما يستدعي التفاوض معها لحل المشاكل وعدم التعامل مع الصغار فلذلك ظهر صراعا بين إيران والسعودية وحلفاء كل منهما على مستوى المنطقة سياسيا واقتصاديا وإعلاميا وعسكريا كما في سوريا واليمن المعروف انه ارض خصبة للنظام السعودي عبر أدواتها التقليدية المعروفة وترى السعودية أن أنصار الله هم من ضمن حلف المقاومة فمن الضروري القضاء عليهم أو هزيمتهم نكاية بإيران كما يراه صانعوا القرار في النظام السعودي فلذلك حركت ورقة دماج وأيضا لإرسال رسالة إلى حليفتها أمريكا مفادها بأننا مستعدون للقضاء على خصوماتكم مقابل الحفاظ على علاقتنا بكم ودورنا الريادي ولذلك سنرى أن النظام السعودي لن تتنازل عن موقعها الإقليمي لصالح إيران مهما كانت الأثمان فستفجر حروب هنا وهناك وستواصل دعمها لكل القوى المرتبطة بها لاختلاق أزمات في بلدانها لتتدخل هي لمعالجتها فدورها في مصر ورفضها للتقارب بين مصر وإيران ورفضها أيضا لمخرجات الحوار الوطني في اليمن وسعيها لعمل دستور لليمن بالشراكة مع امريكا وصولا إلى السودان وجنوب أفريقيا وغيرها خير شاهد على ذلك هذا من جانب الصراع الإقليمي في المنطقة أما عن الخلفيات الدولية لتحريك هذه الورقة هو وضع اليمن تحت الاحتلال المباشر بغطاء دولي تحت مظلة الأمم المتحدة أو مجلس الأمن قد يقول القائل كيف ؟؟؟ رفض التكفيريين الحلول وإيقاف الاعتداءات من قبلهم وتصويرهم أنهم يتعرضون لحرب إبادة ودفاع عن أنفسهم يأتي لإطالة أمد الحرب إلى اكبر وقت ممكن مما يتيح الفرصة لتدويل القضية … وهذا ما بدأنا نلمسه من خلال بيانات لقوى إقليمية وأوروبية وأمريكية فمجلس التعاون الخليجي يعبر عن قلقه من الأحداث في دماج ورئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي تصرح عن هذه الحرب وتتهم أطراف دولية لم تسمها وبيان للسفراء العشرة في اليمن وصولا إلى مطالبة اوباما الرئيس اليمني لحل قضية دماج وهذه مقدمات لبداية تدخل دولي لكن بشرط إطالة أمد الحرب فإذا ما دولت هذه القضية خرجت عن الشأن المحلي وصارت بيد مجلس الأمن الدولي ولا نستبعد أن يطرح حلولا لهذه القضية من بينها إحلال قوات دولية في المناطق المتنازع عليها تحت بند الفصل السابع الذي يصور النزاع بأنه تهديد للأمن الإقليمي والدولي طبعا وهذه الحجة جاهزة لدى النظام السعودي لأنه قريب من مناطق الحرب وبالتالي فإن وجود قوات أجنبية بغطاء دولي إذا حصل يخدم هدفين كالتالي :-
1- ضمان بقاء واستمرار الأجانب في دماج والحفاظ على وجود المركز بعد أن لفظه أهل المنطقة لان زواله يعني زوال آخر ورقة للأمريكان في اليمن
2- إعطاء شرعية للاحتلال الدولي بغطاء قانوني وستكون المستفيدة من هذا كله أمريكا التي سيصبح وضعها قانونيا حسب مجلس الأمن أو الأمم المتحدة ولن تكون وحدها بل بإشراك حلفاءها من الاتحاد الأوربي كفرنسا التي بداءت بمناورات مشتركة مع القوات اليمنية في المياه الإقليمية اليمنية