الأحتفاء بدعة ، أم الامتعاض جفوة!
يمني برس _ أقلامم حرة :
بقلم / عبدالرحمن الأهنومي
“إحياء المولد النبوي بدعة” هي نغمة واحدة من ألسن وعقليات تشابهت منذ مئات السنين، تكاد تكون هي نفسها إحياء لذكرى من القدح والسباب، يطلقونها لعدة أيام ثم يطوونها بعناية لتظل صالحة للاستعمال في الأعوام القابلة.
لقد كانت ولادته صلى الله عليه واله وسلم نقطة تحول في تاريخ البشرية، التي كانت قبل بعثته تعيش عصرا من الظلام ، تسوده كل صنوف الزيغ وتتخبط في كل أنواع الضلالات، وكان الناس في الجاهلية يتقاتلون لأتفه الأسباب، ويتخذون من الحروب مصدراً للارتزاق يئدون البنات مخافة الإملاق يعبدون الأصنام، فاستطاع صلى الله عليه واله وسلم أن يؤلف القلوب وينير الأبصار وينقي العقول ويشحذ العزائم ويرفع الهمم، ويحول بين العرب وما كانوا عليه من زيغ وتخبط ، وصدق الله تعالى إذ قال: “واَذْكُرُوْا نِعْمَةَ اَللهِ عَلَيْكُمْ إذْ كُنْتُمْ أعْدَاءً فَألّفَ بَيْنَ قُلوُبِكُمْ فَأصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إخْوْاناً”.
لا أجد تفسيرا لرفض البعض الاحتفاء بمولد الرسول صلوات الله عليه وعلى آله إلا أنهم على خصومة مع ما جاء به، وعلى قطيعة تامة بمنهجه الوضاء، فأين هي الطائفية في ذلك وأين هي البدعة وهل الخلل يكمن في ذات الذكرى والاحتفاء بها ، أم في ما عليه هؤلاء ، لا يمكننا ان نحمل الذكرى المسئولية ونقول عنها بدعة ، وفي نفس الوقت يمكننا أن نتساءل عن سبب امتعاضهم ذاك ويمكننا أن نقول عنهم جفاة!!
وانطلاقا من هذه الذكرى وصاحبها بات على أهل المحبة والصدق والشوق إلى نفحات مولد المصطفى الكريم صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن يواجه التعالي والهرج والضوضاء التي يثيرها الممتعضين بكل مظاهر المحبة والطهر النبوي والكرم ويجعلون من مناسبة كهذه رافعة للقيم النبيلة والأخلاق الكريمة.