المنبر الاعلامي الحر

للباحثين عن النصر المبين .. يجب ان تكونوا مع الصادقين

أ, لطف لطف قشاشة

 

في شريعتنا فضائل متعددة يجب التقيد بها والتزامها قولا وفعلا واعتقادا ومنها فضيلة الصدق ولست في معرض سرد الادلة عليها كونها من المعلومات ضرورة ونطاق ثمارها ومكاسبها على الفرد والامة واسع وبين ..
غير اننا نعاني من تفاوت الالتزام بهذه الفضائل بين الافراد داخل المجتمعات الإسلاميه وهذا بديهي ولا يدعونا لأن نضع علامات التعجب او استهجان السلوك المتفاوت بي المسلمين في قضية التسليم المطلق لله في أوامره ونواهيه كونها طبيعة بشرية جاءت من حقيقة الوجود في الاستخلاف والتخيير التي أعطيت للانسان منذ آدم عليه السلام حتى يومنا هذا والى أن يرث الله الارض ومن عليها ..
القضية التي يبحث الكاتب عنها ولأجلها حرر مقاله هذا هي متى يمكن للفضائل ومنها فضيلة التزام الصدق أن تكون سلوكا مهيمنا على حركة المجتمع في جوانبه الفردية او المجتمعية ومنها السلوك الرسمي للنظام القايم في البلاد ولست ساردا تفصيلات علماء الاجتماع والباحثين في التطور الاجتماعي للبشرية عن أيهما اولى في الاهتمام ابتداء هل بالتزام الفرد ام المجتمع ( الدوله ) في فرض وتمكين سجيه الصدق لتكون المهيمنة والمؤثرة في حركة المجتمع حين يدير شأنه العام برمته ..
اليوم السلوك الصادق في مجتمعنا هو الظاهرة الغائبة او بالأحرى المغيبة فينا وأن ثقافة المجتمع إجمالا قد فقدت الثقة بالصدق والصادقين في نواحي الحياة المختلفه وإن كنت أعتقد أن غياب الصدق لدى الساسة هو السلوك المقنن لديهم كون ثقافة ومعنى أن السياسة هي فن الممكن وأن الممكن هو الذي تتحكم فيه مجالات المصلحة الذاتية التي بالتاكيد تتصادم في اغلب الاحيان مع الصدق والحق لذلك فقد اثرت هذه الثقافة في المزيد من انحرافات الامة. عندما انحرف السلطان عن منهجية النبي وتعاليم الدين الخاتم لذلك كانت مقولة أمير المؤمنين الإمام علي في وصف سلوك معاوية المنحرف بإنه يغدر ويفجر في تعامله ودهائه هي مصاديق لهذا الانحراف المخيف وما نتج عنه من تجذر حالة اليأس المطبق لدى الامة على امتداد سنوات تاريخها المنحرف اصلا عن القيمة الاخلاقية لها بأن لا فائدة من القول او التطبيق للقيم الصادقة مجددا في المجتمع الاسلامي بل لقد ذهب البعض أن جعلوا من سلوك الغدر والفجور بأنه من مقتضيات المرحلة للوصول الى الفضيلة الام التي ثبتها الرسول الخاتم وكأن هذا الانحراف عن الدين هو الدين ذاته ..
اليوم العلاقات الدولية بين الامم تقوم على النفاق السياسي المستند شرعيته من إدارة المصالح وإن عدنا الى العلاقة القائمه بين الحاكم والنظام والدولة مع الرعايا فإنها لا تختلف عن علاقات الامم كونها تقدم مصلحة الحاكم فردا كان او جماعة او خلافه على مصلحة الشعب في نفاق فاضح واضح وهو ما ابعد الأمة عن حقيقة وجوهر فضيلتها ورسخ لديها ثقافة المستحيل بعودة الاحتكام للدين كدين منزل كامل لم يشبه تعديل او تحريف او تبديل ..
اليوم ونحن في بدايات السنة الخامسة للعدوان الآثم نتجرع ويلات الفجور والغدر والنفاق كثقافة مجتمعية داخلية اولا أنتجتها ثقافة تقديس الحاكم الذي حافظ على مصلحته اولا عبر تسليمه لسيادة واستقلال البلاد للخارج الاقليمي والدولي وثانيا لان التحالف المعتدي يتعاطى هو في سلوكه المنافق مع دول العالم بذات العقلية عبر شراء الذمم واستجلاب المواقف المخزية عبر شراء الذمم واداره المصالح الذي انتج واقعا مأساويا يعانيه الشعب اليمني الذي يتعرض لحرب ابادة دونما أن يحرك ذلك ساكنا لدى النظام العالمي المنافق الكاذب بشقيه الرسمي او الشعبي ..
وعودا لما بدأنا به وحتى لا نترك للسواد والسوء وهيمنة الكذب والنفاق مجالا لتعزيز قوة حضوره وتمكنه المطلق فإن ما أثبته الشعب اليمني عبر صموده ووقوفه موقف الحق في قضيته بصدق وثبات في وجه النفاق العالمي اللاهث وراء مصلحته الدنيئة والذي يقوده نظام الإمبريالية الغربية وعلى رأسها الصهيونية العالمية والصليبية الاوروبية لهو وميض نور بأن للقيمة والفضيلة والصدق مكان في هذا العالم المتوحش ..
لذلك فمن المعيب على الشعب اليمني وهو يرى جيشه ولجانه الشعبيه وهي تقف موقف الحق والصدق مستجيبة لتعاليم الدين الخاتم وتطبق تلك التعاليم قولا وفعلا واعتقادا أن يظل في خانة المأزوم والمهزوم وإن يستسلم للموروث المنافق الذي تطبع عليه وافقده ثقته بدينه الفطري وأن ينطلق للإستجابة الفورية لداعي الله الذي في آيات القرآن ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ) ما لم فإن وميض الحق المنبعث من جبهات الثبات الصادق لرجال الرجال سينتفع به العظماء الذين أبوا الانبطاح للكاذبين المنافقين الفاجرين ذوي السلوك الغدار المستقذر وسيتعزز لدى المحايدين في هذه المعركة المحقة اليوم سلوك الماضين نحو. الهلاك الديني والإنساني والوطني بينما أولئك الشرفاء سيمتثلون الامر الالهي ويكونون في صف الصادقين وحينها سيتداعى السلوك المجتمعي الذي وقف اليوم في قضية التصدي لأعتى همجية كافرة ومنافقة في العالم بسلوك الصادقين بعدها ستصبح سجية الصدق هي المهيمنة في المجتمع ويصبح فصل الخطاب بيد الصادقين الذين اثبتوا أنهم ماضون في هزيمة الباطل المتمثل في دول العدوان المنافق والكاذب والذي بالطبع لم يكن من أدواته في عدوانه على اليمن الا العدوان العسكري فقط بل أنه يستخدم منظومة الفساد المالي والاداري والقضائي والأخلاقي التي اديرت بها اليمن لعقود مظلمة من قبل الأنظمة الفاسدة العميلة والتي بلا شك ستزول وتنهزم وتتلاشى حتما في هذه المواجهة المحقة ..
وفي الاخير اجزم بأن مجهود المنحرفين في هذه الامه المتعاقبة عن سلوك وقيم وفضائل الدين الخاتم والذي اوضحناه في مقدمة مقالنا هذا قد خاب مسعاهم وردت بضاعتهم الفاسدة اليهم ومنيوا بهزيمة مدوية قادها الصادقون في اليمن واعادوا للحق والصدق القه وتوهجه مما جعل مفاعيل سلوكهم الصادق يؤثر باضطراد على جموع الأحرار الصادقين في عموم دول العالم والتي ستعلوا أصواتهم على صوت النفاق وتصبح لفضيلة الصدق كلمة الفصل ..
والله من وراء القصد
لطف لطف قشاشة
عميد معهد التدريب والتأهيل الاعلامي
الخميس 28\3\2019 م

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com