المنبر الاعلامي الحر

العميد عابد الثور: العام السادس سيكون حافلاً بعمليات عسكرية كارثية على “السعودية” لم تتوقعها

العميد عابد الثور: العام السادس سيكون حافلاً بعمليات عسكرية كارثية على “السعودية” لم تتوقعها

يمني برس:

 

’’بعد بلوغها ذروة الجرائم والإنتهاكات بحق أبناء الشعب اليمني، تعود دول التحالف السعودي وبالأخص “السعودية” أدراجها إلى الوراء وسط عجز تام عن تحقيق أي تقدم عسكري أو سياسي في سياق الحرب. مقابل تصاعد القوة العسكرية اليمنية بوتيرة عالية استطاعت بها استهداف العمق الإستراتيجي لدول التحالف الأمر الذي مكّنها من تثبيت معادلات جديدة تنذر بمفاجآت صاروخية ودفاعية مقبلة ستجبر دول العدوان على إيقاف الحرب. فماذا عن المفاجآت العسكرية التي تحضرها القوات اليمني لدول التحالف السعودي؟ ما هي استراتيجيتها؟ والمعادلات العسكرية الجديدة التي ستفرضها على العدوان؟ كل تلك الأسئلة وأكثر يجيب عليها الخبير العسكري والإستراتيجي العميد اليمني عابد الثور في حوار خاص مع “مرآة الجزيرة”..’’

 

“أمريكا تريد أن تجعل (للسعودية) أعداء من كل الإتجاهات فنكّرت لها إيران، وقطر، واليمن الذي لم تترك معه مجالاً للحوار سيما بفعل استخدامها المفرط للأسلحة المحرمة دولياً” بهذه العبارة يختصر الخبير العسكري والإستراتيجي عابد الثور واقع العدوان السعودي المفروض على الشعب اليمني. ويجزم أنه في “العام السادس سيكون الحسم العسكري الذي سيسقط استكبار الأسرة السعودية وسيُعد الشعب (السعودي) إلى مجده القديم بقيادة وطنية تنهض به وتزيل عنه غبار حكم الأسرة الفاسدة لينهض أبناء نجد والحجاز العظماء ويستعيدون مجدهم بين العرب”، مضيفاً “إننا قادمون على مرحلة مختلفة حتى يعود اليمن كما كان وأيضاً لتعود نجد والحجاز كما كانت إلى أن يُزال هذا السرطان (أي السعودية) من جسد الأمة لتطهر بلاد المسلمين”.

 

يأتي الخبير العسكري على ذكر عملية الإستهداف الأخيرة التي طالت أهداف حسّاسة في العمق السعودي بصواريخ ذو الفقار وطائرات صماد3، معتبراً أنها “دليل كبير على مصداقية القيادة اليمنية وسعيها الدائم للسلام والحوار”. وتابع “ردنا على النظام السعودي ليس لإستعراض القوة إنما هو رسالة رد على جرائم (السعودية) والإمارات في اليمن. فالعدو السعودي يعلم جيداً أنه خسر المعركة. لذا انتقل الآن إلى مرحلة استنزاف مقدرات شعبه بعد إنفاق آلاف مليارات الدولارات على شراء الأسلحة، والتي كان حريٌّ به أن ينفقها على شعبه”. وشدّد على أن “(السعودية) لن تسطيع أن تغيّر الواقع العسكري إلا بإيقاف العدوان ورفع الحصار عن شعب اليمن. ولن يكون هناك خيار للسلام دون وقف العدوان. فالرئيس المشاط توعّد (السعودية) بأن المرحلة الأولى من مراحل الوجع الكبير انتهت ونحن الآن في مرحلة جديدة لإنهاء وبتر الغطرسة العسكرية لشن عمليات ليس لها مثيل في (السعودية). وأيضاً زير الدفاع اليمني حذّر بالقول أن الحرب لم تبدأ بعد، فالعام السادس سيكون كارثي على النظام السعودي وسيفقد فيه هذا النظام الكثير من سمعته وإمكاناته”.

 

وبالتالي رسالة الدفاع والقوة التي أطلقها وزير الدفاع اليمني، “وصلت بوضوح (للسعودية)، فضلاً عن أن القوات اليمنية أصبحت في أرفع مستوى من الجهوزية للإستعداد القتالي الذي لم يتوقف منذ بدء العدوان على اليمن. وثمة عمليات عسكرية نوعية تنتظر (السعودية) لم يسبق لها مثيل وسيكون لها تأثير على سيادة النظام السعودي”، بحسب العميد اليمني.

 

القوة العسكرية اليمنية تحتل مكانة مرموقة في المنطقة

 

يتحدّث الخبير الإستراتيجي بثقة عن القدرات العسكرية اليمني في العام السادس للحرب، ويقول أن “المنطقة بأكملها باتت تشهد للقوات اليمنية أنها أصبحت قوة عظمى في المنطقة، واستحقت اليوم أن تحتل مكانة مرموقة بين جيوش المنطقة”. مفسراً ذلك بأن “الدولة اليمنية تمكنت من أن تحتل المقدمة في التصنيع الحربي وأن تمتلك المبادرة في خوض الأعمال العسكرية وتأمين الذخائر والأسلحة الإستراتيجية وذات الكفاءة للحسم العسكري”. ويضيف “أنا أعتقد أن اليمن اليوم حقق ما لم يتحقق خلال النصف قرن الماضية لأنه اعتمد على نفسه فنجح في أن يكون نداً لدول عديدة أهمها النظام السعودي والأمريكي والبريطاني بعد أن كانت هذه الدول هذ صاحبت القرار في المنطقة. ولذلك، تنفيذ عملية بصواريخ ذو الفقار وعدد من طائرات صماد3 أحدث بلا شك خضّة نوعية في العمق السعودي بالرياض. وهو ما يدل على أن القوات المسلحة اليمنية تمتلك اليد الطولى وقادرة على إيلام الجانب السعودي وأن تعيده إلى رشده إذا فشل المجتمع الدولي وعلماء الأمة بهذه المهمة”.

 

استمرار المعركة سيزيد خسائر “السعودية”

 

الخبير العسكري نبّه في هذا السياق إلى أن “سلوك (السعودية) العدواني هو سبب الخسائر والإنهيارات الإقتصادية التي تلازمها، حتى أصبحت اليوم في وضع لا يسمح لها أن تفرض واقع عسكري أو سياسي جديد سوى إعلانها وقف عدوانها ورفع الحصار عن اليمن”. لكن في المقابل “(السعودية) تقوّض رقعة السلام وتسعى إلى توسيع رقعة الحرب والقيادة اليمنية أنها لا تمتلك قرار مصيرها إنما أوكل ذلك للولايات المتحدة وبريطانيا و(إسرائيل)”. ويتابع إن “استمرار المعركة سيزيد من الخسائر التي تتكبدها (السعودية) وسيعود بنتائج كارثية عليها وعلى الإمارات. ذلك أن النظام السعودي لم يترك باب للتفاوض فقد قطع كل خطوط السلام”. أما اليوم فقد أصبح اليمن “يمتلك قوة دفاعية هائلة تستطيع أن تتصدى لأي عدوان خارجي ونحن على ثقة أنه لن يخلوا من الشعب (السعودي) أولئك الأحرار والشرفاء سيما في المناطق الشرقية وسائر المناطق التي يستعبدها النظام السعودي لأن يتحركوا ويتحرك جميع الشارع العربي بكافة أطيافه ومذاهبه حينها بالطبع أن هذا الأمر سيؤثر على العدوان ويجبره على إيقاف العدوان”، يورد الثور.

 

يعود الخبير اليمني لتحذير “السعودية” من الإستمرار في العدوان، مؤكداً أنها في حال لم تتعاطَ بجدية مع رسائل القوة والتحدي التي وصلتها فإن كارثة كبيرة بإنتظارها. ونوّه إلى أن “النظام السعودي يستهزء بحياة المواطنين وهو يعلم أنه على حافة الإنهيار الإقتصادي بعد إنهيار القوات العسكرية في اليمن. خاصة أن برميل النفط أصبح اليوم بأقل من 20 دولار وهي بالفعل كارثة على الشعب السعودي المظلوم الذي كان يتمنى أن تنفق تلك المليارات على البناء الصحي والتربوي والتعليمي لحل أزمات الفقر والكوارث الطبيعية بدلاً من أن تسخّر مقدراتها للتسليح”.

 

اليمن يتجه نحو تعاظم عسكري وسياسي

 

أما بالنسبة لليمن فهو مقبل بحسب العميد “على مرحلتين غاية في الأهمية، الأولى وهي مرحلة التعاظم في قدراته العسكرية مادياً ومعنوياً والثانية هي التعاظم في الشأن السياسي بعدما أصبح العالم كله يعلم بقضية اليمن ويتعاطف معها”. ويضيف “نحن لا نرغب بإيلام الشعب (السعودي) على الإطلاق إنما عدونا هو النظام وليس الشعب الذي تربطنا فيه الكثير من روابط النسب والتاريخ. ولكن الآن وفي ظل وجود فيروس كورونا الجديد ستزيد معاناة هذا الشعب. فإذا كانت هناك دول عظمى ظهر عجزها أمام العالم بالتعامل مع الفايروس فما بالك بالنظام السعودي. هذا إلى جانب الأزمة الإقتصادية التي يعلم بها القاصي والداني كونها من الدول الأكثر تخلفاً في العالم”.

 

ومضى قائلاً: “اليمن مقبل على مرحلة جديدة، بعدما استطاع أن يُفقد العدو السعودي قدراته العسكرية وأن ينال من إقتصاده. لا سيما من خلال الضربات السابقة (نصر من الله) و(البنيان المرصوص)، (فأمكن منهم) و(إن عدتم عدنا). وشدّد على أن المرحلة المقبلة “ستكون مؤثرة جداً على آل سعود وسيتميّز اليمنيين بإستراتيجيات جديدة في المعركة خاصة بعدما امتلكة القوات اليمنية القوة الهائلة من الصواريخ الباليستية والمجنحة المتنوعة المهام وصواريخ الجو المسير والدفاع الجوية المتطورة”.

 

بناءً عليه، يؤكد الثور أن “ضربات توازن الردع الأولى والثانية والثالثة كانت جميعها مؤثرة وطالت العمق الإستراتيجي (للسعودية). فبعد العمبية الأخيرة أصبحت الرياض تدرك جيداً أن اليمن يمتلك قدرات عسكرية هائلة، تستطيع أن تطال أهداف حساسة على كامل الأراصي السعودية”. ويورد “كل المصالح الإقتصادية والخدمية هي تحت مرمى أسلحتنا. و العام الخامس كان مصداقاً للوعود التي أطلقتها القيادة اليمنية ولا داعي أن تنطلق صواريخنا وطائراتنا من دولة أخرى كإيران، ولو وجهت مثل هذه الإتهامات فإيران قادرة على الدفاع عن نفسها”.

 

القوات اليمنية وضعت معادلات المرحلة المقبلة

 

“لقد فرضت القوات اليمنية المسلحة معادلات عسكرية ووضعت سيناريو للمرحلة القادمة. لا سيما من خلال التصنيع الحربي للأسلحة الثقيلة والقوة الصاروخية وقوة الدفاع الجوية التي سيكون لها جميعاً أثراً كبيراً في مسرح العمليات القادمة وهي حتماً ستزيد من قدرة القوات المسلحة على فرض واقع ميداني جديد في العمق السعودي وخارج الأراضي اليمنية حيث استطاعت القوات اليمنية وضع خظة الدفاع المستميت عبر هجوم كاسح على العدو السعودي للنيل من إمكاناته العسكرية والإقتصادية وهو بالطبع رد على الجرائم التي ترتكبها (السعودية) بحق أبناء الشعب اليمني طيلة سنوات الحرب ولا تزال”، وفق الخبير الإستراتيجي.

 

إيقاف العدوان ليس بيد “السعودية”

 

وفي معرض كلامه عن إيقاف الحرب، بيّن الثور أن هذا القرار “ليس بيد (السعودية) بل بيد الأمريكيين والصهاينة والبريطانيين الذين يفرضون معادلات سياسية وعسكرية على النظام السعودي”. مشيراً إلى أن “معادلات الردع التي حققتها القوات اليمنية المسلحة على صعيد الداخل والمناطق الجنوبية الواقعة تحت الإحتلال السعودي الإماراتي شكّلت ضربات قوية أحدثت ثغرة كبيرة في قيادة المرتزقة كما أحدثت حالة من الرعب الدائم للقدرة على الرد والقدرة على التماسك الداخلي بين القوات السعودية والإماراتية وقيادات المرتزقة أو ما يسمى بالمجلس الإنتقالي”. وأضاف “لعل الضربات اليوم التي أظهرها اليوم تؤكد أن العدوان هو المحك الرئيسي وبمجرد إيقافه سيكون لصنعاء القرار السياسي بوقف الحرب وقد سبق وأنذرت صنعاء لمرات عديدة أن التصعيد العسكري من جانب العدوان سيكبدهم الكثير من الخسائر”.

 

توازن الردع الثالثة حققت نتائج هامة

 

الخبير العسكري اليمني يرى أن “عملية توازن الردع الثالثة التي أٌطلقت في بداية شهر فبراير الفائت حققت نتائج كبيرة جداً أهمها إحراج جزء كبير من شركة أرامكو النفطية العالمية في منعها من تنفيذ مهام الإيرادات والتصدير بشكل طبيعي، معتبراً أن “تكتكم أرامكو عن عملية ينبع هو دليل على كم كان الرد موجعاً”. وتابع “العمليات الأولى والثانية والثالثة تؤكد للعدوان أننا مستمرون في تنفيذ ضربات توازن ردع قادمة لتفقد النظام السعودي كامل قدراته الإقتصادية وسشركة أرامكو هي أحد أهم الأهداف الأساسية للقوات اليمنية كونها تمثل القاعدة النفطية الإقتصادية لآل سعود”.

 

وفي ما يخص عملية “فما أمكن منهم”، يصفها الثور “بالقوية جداً” لأنها أفشلت “رهانات التحالف السعودي إذ كانت “(السعودية) تعتبر أن محافظة الجوف هي امتداد لأراضيها التي كانت محتلة سابقاً. لكن اليوم تعرت الرياض أمام العالم وظهرت حقيقة نظامها الضعيف والعاجز عن خوض حرب بمفرده، فلولا وقوف الولايات المتحدة لما استطاعت أن تصمد لشهر واحد أمام الجيش اليمني واللجان الشعبية. ولعل أيضاً المساحة الجغرافية التي ستنتشر بها قواتنا على طول الحدود محافظة الجوف تتجاوز أكثر من 200 كيلو بإتجاه الجنوب والشمال، ونحن نعلم أن (السعودية) فشلت في خوض معركة برية لا تتجاوز الـ60 كيلو أما اليوم فهي أمام قطاع جبهوي كبير لن تستطيع السعودية أن تغطيه مهما كان عدد المقاتلين في صفوفها”.

 

يذكر الثور أيضاً القوة الصاروخية اليمنية مبيناً أنها إحدى “الأذرع الأساسية للقوات اليمنية فلعل تنوع الصواريخ والكوادر اليمنية في مجال التصنيع الحربي هو ما أوصل هذا السلاح إلى مصاف الدول الكبرى في التصنيع العسكري. القيادة السياسية والخبراء والمصنعين وأيضاً التقنيين وفروا كل الإمكانيات للتصنيع. وبفضل جهودهم نمتلك اليوم مخزون عسكري كبير من الصواريخ الباليستية ومن الأسلحة المجنحة وذات مداهات كبيرة تجاوزت الـ1700 كيلو. في حين فشلت كل رادارات (السعودية) وعجزت دفاعاتها عن اكتشافها. وهو ما يدل على تطور هذه الصناعات العسكرية اليمنية ويمنحها تميز على مستوى الصناعات العسكرية في المنطقة”.

 

ولذلك، “من المؤكد أنه بعد وعد السيد القائد عبد الملك الحوثي أن العام السادس سيكون مرحلة الحسم الأكبر. ستكون الضربات القادمة أكثر قوة وتأثير على (السعودية) والإمارات. الأسلحة التي ستظهر مع قادم الأيام لن يتوقعها العدوان ولن يستطيع أن يلملم خسائره. اليوم نحن في القوات المسلحة اليمنية وتحديداً سلاح الجو والقوة الصاروخية قادمين نحو تنفيذ ضربات قوية ومزلزلة للنظام السعودي بحيث أنه لن يتحمل هذه الضربات. وستكون موجعة جداً ومؤلمة وغير قابلة للمقارنة مع الضربات القادمة وستتسع دائرة الإستهداف لتطال جميع المحافظات اليمنية خاصة التي تحتوي على منشآت إقتصادية وإنتاجية حساسة”، ينهي الخبير اليمني كلامه.

 

(مرآة الجزيرة)

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com