المنبر الاعلامي الحر

أردوغان يدفع باتجاه الحرب.. فهل تقع المواجهة مع مصر في ليبيا؟

أردوغان يدفع باتجاه الحرب.. فهل تقع المواجهة مع مصر في ليبيا؟

يمني برس:

 

غداة تصويت البرلمان المصري على إمكانية التدخل العسكري في ليبيا، توعد رئيس النظام التركي رجب أردوغان مصر في ليبيا. فهل تتجه الأمور إلى مواجهة؟

 

التدخل التركي السافر في ليبيا ودعم الإرهاب والمرتزقة وصل حداً بات يهدد الأمن القومي العربي ومن هذا المنظار تأتي رغبة القاهرة في إعادة ضبط التوازن المفقود في هذا البلد العربي منذ التدخل التركي السافر لصالح ميليشيات “الإخوان” في طرابلس تحت عباءة “اتفاقية” خالفت جميع القوانين والأعراف وحتى اتفاق الصخيرات الذي تتمسح به تركيا.

 

أن ما قام به البرلمان الليبي بدعوته الجيش المصري للدفاع عن ليبيا ضد الغزو التركي هو أمر قانوني مشروع تدعمه اتفاقية الدفاع العربي المشترك، خصوصاً ونحن نواجه عدواً مشتركاً جلب المرتزقة والإرهابيين لليبيا؛ ليس فقط لنهب ثروات ليبيا، بل لتهديد الأمن القومي العربي.

 

لقد واصل النظام التركي تمدده في ليبيا وبوتيرة قوية وثابتة وكان مشروعه “السيطرة” على مصر، وأردوغان صاحب شعار رابعة والمعروف بثأريته ورغبته بالانتقام من مصر ما زال يعمل وبالتعاون مع دول أخرى على إضعاف مصر.

 

وعليه فإذا فشلت الأطراف الليبية المعنية في احتواء النزاع وحله سلمياً، وهاجمت قوات “الوفاق” سرت والجفرة، فإن ذلك سيدخل المنطقة في موجة جديدة بالغة الخطورة، قد تتحول إلى حرب مباشرة بين مصر وتركيا وتتوسع لتشمل دولا عربية أخرى في شمال إفريقيا، وتكون لها نتائج مدمرة على ليبيا تقود إلى عدم استقرارها لسنوات طويلة قادمة، وقد تؤدي إلى تقسيمها، وتزيد الوطن العربي ضعفاً وتفككاً لأن ما يقوم به النظام التركي في ليبيا يشكل مبرراً كافياً للقلق من تحول ليبيا إلى محطة للجماعات الإرهابية. كما إن إثارة النظام التركي لمشكلة سد “النهضة” الإثيوبي مع مصر وغيرها من الأمور غير البريئة هدفها إرغام مصر على إعادة حساباتها، وترتيب أولوياتها وإشغالها عن ليبيا.

 

ويرى مراقبون أنه في الوقت الذي شهدت فيه الأيام الماضية تصعيداً متبادلاً بين كل من القاهرة والنظام التركي بشأن الموضوع الليبي، تتزايد التكهنات باقتراب معركة وشيكة، حول منطقتي سرت والجفرة الليبيتين اللتين ما تزالان تحت سيطرة قوات الجيش الوطني بقيادة الجنرال الليبي خليفة حفتر، وبينما تتوارد أنباء عن حشد “الوفاق”، لمئات من “مقاتليها” حول سرت، استعداداً لمعركة حاسمة، لاستعادة السيطرة عليها من قوات الجيش الوطني.

 

ويتفق كثير من الخبراء العسكريين والاستراتيجيين، على أن معركة سرت في حال وقوعها، لن تكون مجرد معركة بين “قوات الوفاق” في طرابلس من جانب وقوات الجيش الوطني من جانب آخر، لكنها ستكون مواجهة عسكرية بين كل من القاهرة وتركيا، فمصر ترى أن الوضع في ليبيا يمثل تهديداً لأمنها القومي، وقد أكدت على أن كلاً من سرت والجفرة الليبيتين، تمثلان خطا أحمر بالنسبة لها.

 

إن مغامرات النظام التركي لم تتوقف عند حد معين وفي كل تدخل يورط بلاده وشعبه في أزمات كبيرة وقد بان هذا بوضوح, سواء كان ذلك من خلال تدخلاته العدوانية ضد العراق أو سورية أو ليبيا، ليس هذا فحسب بل إن تلك التدخلات السافرة تنتهك قرارات مجلس الأمن.

 

لكن السؤال بعد كل هذا التطورات، هل باتت المواجهة العسكرية في ليبيا بين النظام التركي ومصر أمراً حتمياً ؟ تبدو الإجابة صعبة في ظل استمرار التصعيد على الساحة الليبية وبقائها مفتوحة على احتمالات مختلفة, ولابد من العمل على تفادي إشعال الحرب ولإفساح المجال لليبيا للعودة إلى عملية سياسية خالية من التحريض الإقليمي الأردوغاني وغاياته الخبيثة.

 

وعليه ورغم تزايد التوتر، وتواتر الأنباء عن الحشود العسكرية حول سرت، فإن مراقبين يستبعدون أن يؤدي كل ذلك، إلى مواجهة عسكرية حقيقية، وهم يرون أن كل الأطراف الإقليمية، تدرك مخاطر اشتعال مواجهة عسكرية في ليبيا، وأن بعض هذه الأطراف ربما تنخرط في حملة للتصعيد والضغوط فقط، بهدف تأمين مكاسب أكبر، حين الجلوس إلى طاولة المحادثات، بهدف إيجاد حل سياسي نهائي للنزاع الليبي.

 

ويرى أنصار هذا الرأي، أن هناك عدة دلائل تغلب الحل السياسي على العسكري في ليبيا، ومنها إعلان رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح، عن لقاء قريب بين الفرقاء الليبيين، لاستعادة المسار السياسي، بعد اتصالات جمعته ومجلس الدولة، فضلاً عن الاتصالات الأمريكية والروسية مع النظام التركي.

 

(صحيفة تشرين)

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com