السياحة تنهار في إسرائيل وسط عزلة جوية وأزمة ثقة متصاعدة
السياحة تنهار في إسرائيل وسط عزلة جوية وأزمة ثقة متصاعدة
يمني برس |
كشفت صحيفة “غلويس” العبرية في تقرير اقتصادي موسع عن تدهور حاد في قطاع السياحة الإسرائيلي، حيث تراجعت المعاملات المالية المرتبطة بهذا القطاع بنسبة 29.5% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024. ويعزو التقرير هذا التراجع إلى استمرار انسحاب شركات الطيران الأجنبية من الأجواء الإسرائيلية، وتدهور الوضع الأمني، لا سيما بعد سقوط صواريخ قرب مطار “بن غوريون”.
وبحسب بيانات “مؤشر فينيكس جاما” لمراقبة حجم مشتريات بطاقات الائتمان، فقد شهد الأسبوع المنتهي في 25 مايو انخفاضا بنسبة 10% في حجم التسوق المتعلق بالسياحة مقارنة بالأسبوع السابق، ما اعتبر بمثابة “توقف حاد في الطلب”، يعكس تراجعا كبيرًا في الاستهلاك وتغيرا في سلوك المسافرين الإسرائيليين.
كما سجل المؤشر انخفاضا بنسبة 5.8% في إجمالي حجم المشتريات، وتراجعا بنسبة 4.1% في متوسط حجم الشراء، وهو ما يدل على تردد واضح لدى الإسرائيليين في الإنفاق على السفر والعطلات. في المقابل، ارتفعت تكلفة الرحلات بنسبة 16% نتيجة نقص المعروض واحتكار السوق من قبل شركات محلية، ما زاد العبء على المستهلكين.
وأشار التقرير إلى أن هذا التراجع لا يقتصر على قطاع السياحة فحسب، بل امتد ليشمل قطاعات استهلاكية أخرى، حيث هبطت مبيعات الحواسيب والهواتف بنسبة 12%، والسلع الكهربائية بنسبة 11%، بينما بقي قطاع البصريات مستقرا، في مؤشر على تزايد نزعة التقشف في ظل مخاوف اقتصادية وأمنية متنامية.
وعلق نداف لاهماني، المدير التنفيذي لشركة “كنترول” التابعة لمجموعة فينيكس جاما، بأن صناعة السياحة تواجه تحديات معقدة منذ أسابيع، مشيرًا إلى أن التعافي لا يبدو قريبًا، خاصة مع استمرار غياب شركات طيران كبرى مثل “رايان إير” والخطوط البريطانية عن المطارات الإسرائيلية، وتصاعد أزمة الثقة في السوق.
ويعتقد مراقبون أن إسرائيل تواجه أزمة مزدوجة تتمثل في عجز حكومتها عن طمأنة الشركاء الدوليين، وتحول الوعي الشعبي نحو الحذر من المخاطر، وهو ما يكرس عزلة جوية واقتصادية تتعمق مع مرور الوقت، بينما تكتفي السلطة بتصريحات متفائلة لا تستند إلى واقع ملموس.