المنبر الاعلامي الحر

أمريكا وإسرائيل… وجهان لعملة الدم!

يمني برس | غيداء شمسان غوبر

تحاول أقنعة الزيف أن تخفي قبح الحقيقة، تعلن الحقيقة نفسها بكل قسوة لا ترحم: أمريكا وإسرائيل وجهان لعملة واحدة، عملة ملطخة بدماء الأبرياء، ومشبعة بعطر الظلم، ومزينة بأقنعة النفاق.

إنها حقيقة لا تقبل التأويل، ولا تساوم على المصير، تلقي بظلالها الثقيلة على كل ضمير حي. ترفع رايات أمريكا باسم الحرية والديمقراطية، وتعلن عن قيم إنسانية سامية، بينما تغض الطرف عن أبشع الجرائم، وتقدم الدعم اللامحدود لكيان بني على الغصب والاحتلال. هي الدرع الواقي الذي يحصن الجلاد، والسيف البتار الذي يشحذ لذبح الضحية.

بمليارات الدولارات، وحق الفيتو الذي يسكت صوت العدل في المحافل الدولية، تصبح أمريكا شريكًا أصيلًا في كل قطرة دم تسفك، وفي كل بيت يهدم، وفي كل روح توهب في فلسطين. أما إسرائيل، فهي الذراع التي تنفذ، والكيان الذي يمارس أبشع صور الاحتلال والعدوان بحصانة لا تضاهى.

تسفك الدماء بلا هوادة، تهدم البيوت على رؤوس ساكنيها، تروع الأطفال، وتباد العائلات بدم بارد، كل ذلك بغطاء أمريكي لا يتزعزع. هي الأداة التي تحقق الأهداف الاستعمارية في المنطقة، والرأس الحربة لفرض الهيمنة، باسم الأمن المزعوم الذي يبنى على أنقاض حقوق الآخرين.

لا فرق بين من يخطط ويدعم ويحسن، وبين من ينفذ ويقتل ويدمر. كلاهما يشكلان قوة واحدة، تعمل بتنسيق تام، لتحقيق أهداف مشتركة: السيطرة على المنطقة، وكسر إرادة المقاومة، وتثبيت دعائم الظلم.

كم من دماء سفكت، وكم من أوطان دمرت، وكم من أحلام تحطمت، بفعل هذه العملة ذات الوجهين، التي تعلن عن نفاق عالمي فاضح. فليعلم العالم أجمع، بكل طبقاته، أن هذه الشراكة ليست مجرد تحالف سياسي، بل هي تجسيد لفلسفة الظلم، ورمز لانهيار القيم الإنسانية.

إن التاريخ لن يرحم هذا التواطؤ، ولن يغفر هذا الصمت. فدماء غزة ستطاردهم، وصرخات الأطفال ستقض مضاجعهم، حتى يشرق فجر العدل، وتحطم هذه العملة الملوثة بالدم، لتعلن أن الحق أقوى من كل قوة، وأن العدالة ستنتصر مهما طال ليل الظلم.

قد يعجبك ايضا