المنبر الاعلامي الحر

من البحر الأحمر إلى واشنطن.. اليمن يدق جرس الإنذار العسكري

يمني برس | أكد الناشط والباحث السياسي زكريا الشرعبي أن الولايات المتحدة الأمريكية تواجه حاليًا تحديات عسكرية غير مسبوقة، لا سيما في البحر الأحمر، الذي تحوّل إلى ساحة اختبار فعلية لقدراتها، باعتباره من أعقد المناطق البحرية منذ الحرب العالمية الثانية.

وفي سياق تحليله لتطورات المعارك، بين الشرعبي أن واشنطن وجدت نفسها أمام واقع جديد لم تألفه سابقًا، تجلى في صواريخ فرط صوتية تتجاوز سرعتها خمسة ماخ، وهو ما أثار دهشة قادة عسكريين أمريكيين، من بينهم نائب قائد القيادة المركزية، براد كوبر، الذي أقرّ بأن هذه الظواهر لم تُسجل منذ عقود.

وأضاف الشرعبي في حديثه لقناة المسيرة  الفضائية أن هذا التحول كشف قصورًا واضحًا في أنظمة الدفاع الأمريكية، خصوصًا أسلحة الطاقة الحديثة التي، رغم الترويج الإعلامي والدعم المالي الكبير، لم تثبت نجاعتها حتى الآن.

علاوة على ذلك ، لفت إلى أن المجمع الصناعي العسكري الأمريكي استغل هذا التحدي لتعزيز نفوذه، عبر طرح مشروعات تحديثية مقابل اعتمادات دفاعية ضخمة، رغم أن كثيرًا من أنظمة التسليح فشلت في الميدان.

وأردف بالقول أن تحويل الفشل إلى فرصة ربحية يُعد سمة بارزة لذلك المجمع، ما ينعكس بدوره على توجهات السياسات الدفاعية الأمريكية.

وفي هذا السياق أشار إلى أن أسلحة أمريكية شهيرة كانت تعد رموزًا للتفوق العسكري ، مثل طائرة “إم كيو-9” والطائرة الشبحية “إف-35″، تراجعت قدرتها الردعية، مؤكدًا أن اليمن تمكّن من رصد طائرة إف-35 عبر الرادارات وكاد يسقط أخرى، ما يمثل سابقة في سجل هذه الطائرة.

وبحسب الشرعبي، فإن المعركة اليمنية تحولت إلى نقطة فاصلة، حيث أظهرت القوات اليمنية براعة في الإبداع الميداني والتكتيكي ، متفوقة في بعض الجوانب على جيوش دول كبرى، معتبرًا أن اليمن لا يخوض حربًا تقليدية ، بل يخوضها بوعي وتكنولوجيا وتكتيك متطور.

وأشار كذلك إلى أن الولايات المتحدة باتت مضطرة اليوم لإعادة النظر في إنفاقها الدفاعي ، خاصة بعد إدراك محدودية جدوى حاملات الطائرات في الحروب الحديثة، تزامنًا مع بروز صواريخ باليستية دقيقة ومنخفضة الكلفة.

وفي هذا الإطار، رغم إعلان واشنطن عن استثمار إضافي بقيمة 6.5 مليار دولار في تطوير الذخائر والصواريخ الفرط صوتية، إلا أنها   وفقًا للشرعبي  ما تزال متأخرة عن روسيا والصين، اللتين تتصدران هذا المجال تكنولوجيًا.

وختم الشرعبي بالقول إن تعثر بعض البرامج الأمريكية، كـ”إف-35″، دفع واشنطن إلى تطوير طائرات الجيل السادس مثل “إف-47″، في محاولة لتجاوز الخلل، إلا أن الشكوك باتت تحيط بهذه الصفقات حتى من جانب حلفائها.

قد يعجبك ايضا