المنبر الاعلامي الحر

السيد عبدالملك الحوثي: العدو يسعى لفرض “معادلة الاستباحة” في المنطقة وخيار الجهاد يتعرض لتشويه منظم من الأنظمة العميلة

يمني برس | صنعاء

أكد السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي أن العدو الإسرائيلي، بدعم أمريكي واسع، يسعى لفرض ما سماه بـ”معادلة الاستباحة” في عموم المنطقة، بحيث يُمنح حق العدوان دون أي رد فعل من الشعوب أو الدول، مشيراً إلى أن هذا المسار يجري تثبيته سياسياً وإعلامياً وأمنياً، بالتوازي مع حملات ممنهجة لتشويه خيار الجهاد والمقاومة والتطبيع مع العدو.

إعلام الأنظمة في مواجهة خيار الجهاد
وفي كلمته التي ألقاها اليوم الخميس 22 محرم 1447هـ الموافق 17 يوليو 2025م حول تطورات العدوان على غزة، أشار السيد القائد إلى أن معظم الأنظمة والحكومات، باستثناء القليل، تتبنى توجهًا عدائيًا تجاه خيار الجهاد والمقاومة، من خلال المواقف الرسمية والإعلامية، وحتى عبر تسويق حملات دعائية مكثفة تهدف إلى تبرير الخضوع واليأس أمام العدو الإسرائيلي، وتشويه العمل المقاوم باعتباره خيارًا “انتحاريًا” أو “عديم الجدوى”.

وانتقد الدور المخزي لبعض وسائل الإعلام التابعة للأنظمة العربية والإسلامية، التي تروج لفكرة أن لا خيار أمام الأمة سوى القبول بسيطرة العدو، في تجاهل تام لتاريخ الانتصارات والبطولات التي حققها المجاهدون في فلسطين ولبنان وغيرها.

ولفت إلى المندوب السعودي الذي ذهب إلى الكنيست الإسرائيلي وألقى خطابًا يعكس الهزيمة النفسية والانبطاح السياسي الكامل، معتبراً ذلك نموذجًا مخزيًا للرهان على العدو والاصطفاف معه في وجه قضايا الأمة المركزية.

مشروع “الشرق الأوسط الجديد” قائم على سيطرة إسرائيل
وأوضح السيد القائد أن مشروع تغيير ما يسمى “الشرق الأوسط الجديد”، الذي تم العمل عليه منذ عام 2005، يقوم على جعل كيان الاحتلال محور السيطرة والاستباحة في المنطقة، ويتم هندسة الأنظمة والسياسات والصفقات الإقليمية على هذا الأساس، بما يضمن للعدو التفوق والهيمنة دون أي اعتراض.

وفي هذا الإطار، قال السيد القائد إن العدوان الإسرائيلي لا يقتصر على غزة بل يمتد إلى لبنان وسوريا، حيث كثّف العدو غاراته مؤخراً، بدفع أمريكي واضح لبعض القوى اللبنانية نحو تبني الطرح الإسرائيلي، وخاصة فيما يتعلق بنزع سلاح المقاومة، في تجاهل صارخ لالتزامات الاحتلال ضمن اتفاق وقف إطلاق النار مع الدولة اللبنانية.

استهداف سوريا عبر أربعة محاور خطيرة
وفيما يخص سوريا، أكد السيد القائد أن العدوان الإسرائيلي عليها مستمر، رغم المسار المعلن للتطبيع الذي تنتهجه بعض الجهات المسيطرة على السلطة هناك، مشيراً إلى أن العدو يعمل على تثبيت أربع معادلات خطيرة في الساحة السورية:

  • معادلة الاستباحة دون ردّ، من خلال قصف متكرر ومكثف، لا يقابله أي ردّ، بما يعزز سطوته ويرسخ شعور الخوف والعجز لدى الآخرين.
  • فرض دور داخل سوريا تحت عنوان “حماية الأقليات”، خصوصاً الدروز، مستغلاً السياسات الطائفية الخاطئة لبعض الجماعات المسلحة.
  • السيطرة على مساحة واسعة في الجنوب السوري تمتد حتى قرب دمشق، تحت تصنيفات أمنية متعددة تتيح له التمركز العسكري.
  • التحكم في العلاقات والتوجهات ومستوى التسليح في الداخل السوري، بما يخدم مصلحة “إسرائيل” ويؤمن هيمنتها على المدى الطويل.
    وأشار السيد القائد إلى أن العدو أنشأ أكثر من 8 قواعد عسكرية شمالي القنيطرة، وربطها بشبكة ممرات ترابية محصّنة، ضمن خطة لتكريس وجوده العسكري المباشر في الأرض السورية.

وأكد السيد القائد أن على الجماعات المسلحة في سوريا أن تغير نهجها الطائفي والمناطقي الذي مكّن العدو من استغلال الوضع الداخلي لتبرير تدخلاته وعدوانه، داعياً الطوائف والأقليات إلى عدم الوقوع في فخ الاستغلال الإسرائيلي، لأن العدو لا يريد الخير لأحد، بل يسعى فقط لزرع الأزمات وتفكيك شعوب الأمة.

مؤشرات مشرفة للتضامن العالمي مع فلسطين
وفي مقابل المشهد المظلم لمواقف بعض الأنظمة، أشار السيد القائد إلى مواقف مشرفة ظهرت من شعوب حرة في العالم، أبرزها:

رفض عمال ميناء “بيرايوس” في اليونان تفريغ سفينة حاويات تحمل الفولاذ العسكري للعدو الإسرائيلي، في موقف إنساني جريء يعبّر عن وعي بقضية الشعب الفلسطيني.
إبحار سفينة جديدة من “أسطول الحرية” باتجاه قطاع غزة، في خطوة رمزية لكسر الحصار وتأكيد الدعم الشعبي والإنساني لقضية فلسطين.
معادلة الاستباحة مرفوضة.. وخيار الجهاد هو الحل
وأكد السيد أن ما يسعى إليه الأمريكي والإسرائيلي هو فرض معادلة إذلال واستباحة كاملة لأمتنا، تجعلها خاضعة ومقهورة ومسيطراً عليها، وشدد على أن الرد الحقيقي على هذه المعادلة هو خيار الجهاد والمقاومة، الذي أثبت فعاليته في فلسطين ولبنان واليمن وكل ميادين العزة.

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com