خبير قانوني: ما يجري في غزة إبادة جماعية موثقة على الهواء مباشرة
يمني برس | أوضح الخبير القانوني الدكتور بشير العماد أن ما يتعرض له قطاع غزة من مجازر وإبادة جماعية بحق المدنيين تجاوز كل المعايير الأخلاقية والقانونية والإنسانية.
ولفت إلى أن الجرائم التي يرتكبها كيان العدو الصهيوني تنفذ بدعم أمريكي مباشر، وبمشاركة ضمنية من أطراف دولية وعربية رسمية.
وخلال مداخلة له على قناة “المسيرة الفضائية “، اليوم الخميس، شدد العماد على أن الشعب الفلسطيني يقتل بدم بارد وسط صمت عالمي مطبق، وعجز فاضح من قبل الأمم المتحدة وهيئاتها، حيث بات أمينها العام بلا تأثير يذكر.
كما بين أن المجازر تنقل على الهواء مباشرة، فيما يطلب من العالم غض الطرف عن مشاهد فظيعة لم يسبق لها مثيل في التاريخ الحديث، لا من حيث حجم الجرائم ولا من حيث علنيتها. وتابع: “نعيش في واقع مرعب، تمنع فيه قوافل الغذاء من الوصول، بينما تفتح المعابر لتزويد كيان العدو بالبضائع”، معتبرا أن هذا الواقع يفضح حجم النفاق والتواطؤ.
ونوه العماد بالموقف اليمني، واصفا إياه بـ”الموقف الاستثنائي والمشرف” في الوقوف إلى جانب القضية الفلسطينية. ولفت إلى أن هذا الموقف لم يقتصر على الجوانب الإنسانية والتضامنية، بل تجلى في خطوات سياسية وعسكرية وإعلامية، عبر عنها بوضوح قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، وأكدها لاحقا رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط.
وأشار كذلك إلى أن اليمن قدم منذ بداية معركة الإسناد موقفا عمليا يستند إلى دوافع دينية وإنسانية وأخلاقية، مضيفا أن ” اليمن الدولة الوحيدة التي وضعت إمكاناتها بيد المقاومة بشكل فعلي، دون مساومة أو تردد، رغم ما تتعرض له من عدوان متواصل منذ سنوات”.
في المقابل، انتقد العماد الانحدار في المواقف الرسمية العربية، موضحا أن بعض الأنظمة تمنع حتى صدور تصريحات داعمة لغزة، وتعرقل المبادرات الإنسانية والشعبية، بينما تسهل في الوقت نفسه دخول البضائع إلى كيان العدو.
وفي سياق حديثه، عبر عن استغرابه من هذا التناقض قائلا: ” الأنظمة الرسمية تحرم شعوبها من مجرد التفاعل الإنساني أو التعبير عن التضامن “، معتبرا أن هذا السلوك ناتج عن انخراط تلك الأنظمة ضمن منظومة استعمارية تقودها الصهيونية.
وأبرز أن بعض الدول الإفريقية والأمريكية الجنوبية، مثل البرازيل، أظهرت مواقف أكثر تقدما من المواقف العربية الرسمية، موضحا أن استعداد البرازيل للانضمام إلى دعوى جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية يعد مثالا على ذلك، في مقابل الاكتفاء العربي بالصمت أو البيانات الشكلية.
وفي ما يتعلق بالشق القانوني، أكد العماد أن الأداء العربي والإسلامي لا يزال ضعيفا للغاية، مشيرا إلى وجود أدوات قانونية متاحة لم تُفعل بعد، مثل التوجه للمحاكم الدولية، أو دعم الدعاوى القانونية الجارية، وملاحقة مجرمي الحرب الذين تُعرض جرائمهم بشكل علني أمام العالم.
وأضاف أن حتى الدول التي تحاول الحفاظ على الحياد، كبلجيكا، تراجعت أو غيرت مواقفها تجنبا لأي مساءلة دولية، بينما الأنظمة العربية ظلت على حالها دون أي تحرك يذكر، مؤكدا أن هذا الجمود لا يمكن فهمه إلا باعتباره محاولة لمنع الشعوب من التحرك أو حتى التعبير عن موقف إنساني.
وفي ختام حديثه، جدد العماد تأكيده على أن موقف اليمن في وجه العدوان الصهيوني على غزة ينبع من التزام ديني ووطني وإنساني، مشيرا إلى أنه يمثل النموذج الذي كان من المفترض أن يُحتذى عربيا وإسلاميا، وقال: “ما نفعله ليس استثناء، بل هو الحد الأدنى من الواجب تجاه شعب يُباد ويُحاصر ويُقتل أمام أعين العالم”.
ودعا في نهاية حديثه إلى ضرورة تنسيق الجهود القانونية وتفعيل الضغوط السياسية والإعلامية والدبلوماسية، والعمل على محاسبة قادة كيان العدو على الجرائم المرتكبة، مؤكدا أن “من لا يريد استخدام القوة العسكرية، يمكنه اللجوء إلى القانون الدولي، لكنه مع الأسف لا يُستخدم كما يجب”.