ردع يمني متصاعد… وتحريك أدوات الداخل محاولة يائسة لإنقاذ العدو
يمني برس | أكد خبير عسكري لبناني أن الصواريخ اليمنية أصبحت متمرسة في اختراق المنظومات الدفاعية الأمريكية والصهيونية، مشيرًا إلى أنها تمثل عامل استنزاف كبير لا يقدر الاحتلال الصهيوني على احتوائه، في حين تعجز الولايات المتحدة عن تغطيته.
وخلال مداخلة على قناة المسيرة الفضائية ، أوضح العميد علي أبي رعد، الخبير في الشؤون العسكرية والاستراتيجية، أن دقة الصواريخ اليمنية شهدت تطورًا لافتًا، مبينا إلى أن خبيرًا عسكريًا صهيونيًا من شركة “رافا” صرّح مؤخرًا بأن هذه الصواريخ باتت أكثر دقة من أي وقت مضى.
كما أشار إلى أن الاستنزاف الذي يتعرض له الاحتلال تعمق مع استخدام اليمن للصواريخ الفرط صوتية، إذ أن هذه الأسلحة تستنزف قدرات الدفاع الجوي للعدو، وهو ما ينعكس بشكل مباشر على الولايات المتحدة التي تجد صعوبة في التعامل مع هذا التحدي.
وتابع أبي رعد قائلاً إن تقارير متعددة أفادت بأن منظومة “ثاد” استهلكت ما يقارب ثلث المخزون الاستراتيجي الأمريكي، معتبرًا أن هذه معضلة كبيرة، خاصة أن اعتراض صواريخ ومسيّرات اليمن يتطلب أكثر من صاروخ في كل مرة، ما يؤدي إلى خسائر فادحة.
وذكر أن العدو يضطر لإطلاق أعداد كبيرة من الصواريخ الاعتراضية ذات التكلفة الباهظة، وذلك بسبب استهداف العمليات اليمنية لمراكز حساسة واستراتيجية لجيش الاحتلال، منها قواعد عسكرية ومرافئ ومطارات، وعلى رأسها مطار اللد، الذي يعد المنفذ الجوي الرئيسي بين كيان الاحتلال والعالم.
وبين أن الولايات المتحدة عاجزة عن إنتاج أكثر من 60 صاروخًا سنويا لمنظومة “ثاد” نتيجة التكلفة العالية، ما يفاقم من أزمة الإمداد في مواجهة التصعيد اليمني المستمر.
وتطرق العميد علي أبي رعد إلى الفشل الأمريكي الصهيوني في اعتراض الصواريخ اليمنية، مؤكدًا أن حالة الذعر التي تدفع الملايين من المستوطنين إلى الملاجئ مع كل عملية، تعكس اقتناعًا داخليًا لدى الطرفين بعدم فاعلية منظومات الاعتراض.
وأردف بأن عمليات رصد الصواريخ اليمنية تتم من خلال رادارات موزعة بين الإمارات والسعودية، إلى جانب القاعدة البحرية العسكرية في جيبوتي.
وأوضح أيضًا أن الولايات المتحدة نصبت منظومات “ثاد” في السعودية والإمارات، لكنها لم تقم بأي دور فعلي، ما يعزز القناعة بعدم كفاءتها في التصدي للهجمات.
وأضاف أن رصد الصواريخ الباليستية الفرط صوتية وزمن وصولها، لا يمنح الجيش الصهيوني سوى وقت محدود للاعتراض، في حين أن صواريخه الاعتراضية تفتقر للسرعة الكافية، وهو ما يضعف من قدرته على المواجهة، خاصة وسط الارتباك المتصاعد في الداخل الصهيوني مع كل ضربة.
وأكد أن العمليات اليمنية لم تعد خاضعة لأي توقيت، إذ تتوزع على مدار اليوم صباحًا، مساءً، ليلًا ونهارًا الأمر الذي أبقى الاحتلال في حالة استنفار دائم وخوف مستمر.
كما كشف أن العملية الأخيرة التي استهدفت مطار اللد، تسببت في إرباك جوي كبير، حيث كانت أكثر من 11 طائرة في طريقها للهبوط واضطرت للدوران في الأجواء الفلسطينية والمجاورة لأكثر من 40 دقيقة، ما أدى إلى تعطيل الحركة الجوية وتكبد العدو خسائر اقتصادية إضافية.
من جهة أخرى، شدد العميد أبي رعد على أن العمليات اليمنية تتسم بالثبات والتصعيد المستمر، ولم تتوقف منذ ما يقارب العامين، وهو ما يعكس بُعدًا دينيًا وإنسانيًا وأخلاقيًا في موقف اليمن وقواته وشعبه إزاء ما يحدث في غزة، مؤكدًا أن الجبهات اليمنية والفلسطينية واللبنانية باتت تشكل عقدة مزمنة للعدو، على الرغم من كل أشكال الدعم الأمريكي والأوروبي.
وأردف أن الاحتلال يواجه تحديات عديدة تعيق تنفيذ مشروعه في المنطقة، منها التحولات الجيوسياسية التي يسعى الأمريكيون لفرضها، إضافة إلى تصاعد دور الجبهتين اليمنية والغزية، مشيراً إلى أن الاحتلال لم يكن يتوقع أن يلعب اليمن، رغم بعده الجغرافي، هذا الدور المتقدم والمفاجئ.
وفي ختام حديثه، قال العميد علي أبي رعد إن المرحلة المقبلة ستشهد تحولات كبيرة لصالح قوى المقاومة، رغم ما يجري من جرائم في غزة، ورغم ما يُحاك من مؤامرات في لبنان، وكذلك رغم التحركات الأمريكية والغربية الساعية إلى ضرب القوات المسلحة اليمنية من الداخل عبر تحريك أدوات محلية.