صنعاء ترتدي حُلّتها الخضراء.. العاصمة تعلن الجهوزية للمهرجان المحمدي الأعظم
يمني برس | في مشهد استثنائي يليق بخير البرية محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ارتدت العاصمة صنعاء حُلّتها الخضراء، وازدانت شوارعها ومبانيها وجبالها بالأنوار المحمدية البديعة، استعداداً لاحتضان الملحمة الإيمانية الكبرى يوم غدٍ الخميس في ميدان السبعين، حيث سيلتقي اليمنيون على كلمة سواء: تجديد العهد مع رسول الرحمة والإنسانية، والتأكيد على الثبات في مواجهة قوى الاستكبار ونصرة المستضعفين.
إنها لحظة تتجاوز حدود الزمان والمكان، لتُعلن أن يمن الإيمان والحكمة لا يزال في طليعة الأمة، وفياً لرسولها، وواقفاً إلى جانب قضاياها، وعلى رأسها فلسطين وغزة الجريحة.
العاصمة تُزف في أبهى حلّة نبوية
صنعاء اليوم ليست كأي مدينة، بل لوحة قرآنية مضيئة تعكس عمق الانتماء المحمدي، وحرص اليمنيين على أن يكون المولد النبوي الشريف أعظم مناسبة بشرية.
الأحياء والأسواق والمآذن تزينت بالزخارف الخضراء واللوحات المضيئة التي تحمل أعذب عبارات الولاء لرسول الله، فيما ارتفعت على الجبال العبارات الضوئية المعبرة عن الابتهاج بالمولد العظيم، لتصنع صورة جامعة تنبض بالروحانية والإيمان.
الفعاليات تتواصل حتى يوم الملحمة
الأنشطة والفعاليات الدينية والثقافية لا تهدأ، إذ تتوزع بين المدارس والجامعات والمعاهد، وتتنوع بين حلقات الذكر والأمسيات الشعرية والمدائح النبوية التي تُحلق بالقلوب في فضاءات الرحمة المحمدية.
الشعراء والمنشدون يتنافسون في تقديم أروع ما لديهم من الموشحات والمدائح، فيما يمتلئ الفضاء بأصوات المحبة للنبي الأعظم الذي أضاء الكون بمولده، لتتحول العاصمة إلى ساحة إيمانية عابقة بالروحانية.
رسالة اليمنيين: وفاء متجدد لرسول الإنسانية
أمين العاصمة الدكتور حمود عباد أكد أن الترتيبات شملت جميع المديريات والقطاعات، من التحسين والتزيين إلى حملات النظافة والتشجير والتكافل الاجتماعي، بما يعكس الزخم الشعبي غير المسبوق.
وقال عباد: “هذا الاحتفال ليس استعراضاً، بل رسالة للعالم أن أهل الإيمان والحكمة متمسكون برسولهم الكريم، وسائرون على نهجه في مواجهة قوى الاستكبار نصرة للمستضعفين”.
أما وكيل أول الأمانة خالد المداني، فأوضح أن المناسبة تمثل محطة إيمانية تعبوية تعيد الأمة إلى سيرة النبي الأعظم وتستلهم منها دروس الجهاد والثبات، خصوصاً في ظل ما تتعرض له فلسطين وغزة من إبادة وحصار. وأضاف: “اليمنيون كانوا وسيظلون في طليعة المناصرين للرسول ولرسالته السامية، وإن تعظيم النبي هو من عوامل العزة والرفعة والنصر”.
ميدان السبعين.. قلب الفعالية الكبرى
ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء اكتملت فيه التجهيزات استعداداً لاحتضان الحشود المليونية.. وأكد مسؤول الساحة علي السقاف جهوزية الميدان بعد استكمال 90% من التجهيزات، مع توسيع المواقف واستحداث أماكن جديدة لاستيعاب مئات الآلاف من المشاركين، وتوزيع 50 ألف فرد من اللجان التنظيمية والفنية والصحية والإعلامية لضمان نجاح الفعالية.
وأوضح السقاف أن المساحة المخصصة للفعالية ستمتد من شارع 14 أكتوبر وصولاً إلى ميدان السبعين وحتى جسر المالية باتجاه كلية الشرطة، داعياً المشاركين إلى الالتزام بتعليمات اللجان المنظمة لتفادي الازدحام وضمان انسيابية الدخول والخروج.
المولد النبوي.. منبر لموقف الأمة
رغم أجواء الفرح والابتهاج التي تغمر اليمنيين في ذكرى مولد الرسول الأعظم، إلا أن المشهد لم يغب عنه الهمّ العربي والإسلامي، وفي مقدمته مأساة غزة. فصنعاء تقول للعالم إن إحياء المولد النبوي ليس انقطاعاً عن واقع الأمة، بل تجسيد لرسالة الإسلام الحق، وموقف عملي لنصرة المستضعفين، وصولاً إلى استهداف عمق العدو الصهيوني وفرض الحصار البحري عليه.
إنها ملحمة يمنية بامتياز، تُعلن أن نور محمد صلى الله عليه وآله وسلم سيبقى ساطعاً، وأن اليمنيين سيظلون في طليعة الأمة، نصيراً للحق، وفياً للرسول، وسنداً لفلسطين وكل المظلومين.
بيعة جديدة مع رسول الله
صنعاء إذ ترتدي أخضرها اليوم، فهي لا تستعد لفعالية احتفالية عابرة، بل لبيعة جديدة مع رسول الله، ولإيصال رسالة مدوية للعالم: أن يمن الإيمان والحكمة باقٍ على العهد، ثابت في خط الرسالة، حاضر في معركة الأمة، وماضٍ على نهج النبي المصطفى صلوات الله عليه وعلى آله، حتى يتحقق وعد الله بالنصر والتمكين.