المنبر الاعلامي الحر

من صنعاء إلى رامون.. اليمن يفرض معادلة النار والردع في قلب الكيان

من صنعاء إلى رامون.. اليمن يفرض معادلة النار والردع في قلب الكيان

يمني برس | تقارير

لم يكن استهداف مطار “رامون” في عمق النقب المحتل عملية عابرة، بل زلزالاً سياسياً وعسكرياً هزّ الكيان الصهيوني في الصميم.

طائرة يمنية مسيّرة اخترقت السماء المحمية بأحدث المنظومات الغربية، وأصابت هدفها بدقة، لتؤكد أن زمن الهيمنة الجوية انتهى، وأن المسيّرات اليمنية لم تعد سلاح ردع فقط، بل معادلة استراتيجية تعيد رسم موازين القوى في المنطقة، وتثبت أن الردع بات يُصاغ من صنعاء.

ضربة تهز العمق الصهيوني

ففي لحظة مباغتة، وصلت المسيّرة اليمنية إلى هدفها دون أن تلتقطها الرادارات الصهيونية أو الأمريكية المنتشرة على طول البحر الأحمر وسيناء، أصابت هدفها بدقة، وأجبرت حكومة المجرم نتنياهو على الاعتراف بإصابة مباشرة داخل مطار “رامون”، مع سقوط إصابات بين المغتصبين وإغلاق المطار بالكامل.

لم يتوقف وقع الضربة عند حدود الخسائر البشرية والمادية، بل امتد ليصيب صورة الكيان التي طالما تبجّحت بأنها “الأكثر أمناً في المنطقة”، ليتحوّل المطار الذي شيّد عام 2019 ليكون بديلاً استراتيجياً لـ”بن غوريون”إلى عنوانٍ لفشل المنظومات الدفاعية التي أنفقت عليها تل أبيب المليارات.

رسائل يمنية مدوية

القوات المسلحة لم تترك مجالاً للتأويل حين أعلنتها صريحة: لن يتذوّق العدو طعم الأمن والاستقرار وعملياتنا مستمرة.

هذه الرسالة ليست خطاباً إعلامياً بل ترجمة عملية، أثبتت أن كل مطار وميناء ومنشأة صهيونية باتت تحت مرمى النيران اليمنية، وأن استهداف رامون ما هو إلا بداية لمسار تصاعدي لن يتوقف.

صدمة صهيونية وارتباك داخلي

داخل الكيان، تحوّل الحدث إلى كابوس سياسي وأمني، فالإعلام العبري وصف ما حدث بـ”الفشل الفاضح”، فيما اعترف الخبير العسكري الصهيوني زيفكا هاييموفيتش بأن التهديد اليمني لم يعد تكتيكياً محدوداً، بل أصبح تحدياً استراتيجياً وجودياً يفرض مراجعة كاملة للعقيدة الدفاعية للكيان.

حتى موقع “ذا ماركر” العبري ذهب أبعد من ذلك حين أقرّ بأن اليمنيين هم الوحيدون القادرون اليوم على هزيمة الكيان، بعدما فشل في حماية موانئه ومطاراته، خصوصاً “إيلات” الذي تحول إلى رمز للفشل الاستراتيجي الإسرائيلي.

تقنيات تكسر الأسطورة

العملية لم تكشف فقط عن إرادة يمنية صلبة، بل عن تطور تقني مذهل، فقد أكد خبراء أن الطائرة اليمنية استخدمت مساراً التفافياً معقّداً عبر الأجواء المصرية في سيناء، لتخترق أنظمة الرصد الأمريكية والصهيونية دون اكتشافها، هذه التقنية أثبتت أن الحديث عن “السماء المحمية” لم يعد سوى وهم، وأن القدرات اليمنية تجاوزت كل الحسابات العسكرية التقليدية.

ولم يكن هذا التطور وليد اللحظة، بل ثمرة سنوات من الصمود والتجارب الميدانية التي حوّلت اليمن من بلد محاصر إلى قوة عسكرية تصنع سلاحها بيدها، وتفرض معادلاتها من دون الاعتماد على أحد.

معادلة بلا أفق للعدو

الأثر الأهم للعملية لا يكمن في الخسائر المباشرة، بل في المعادلة الجديدة التي فرضتها: لا أمن للكيان، ولا استقرار لمغتصبيه، ما دام العدوان مستمراً على غزة واليمن وسائر جبهات المقاومة.

هذا ما يفسر الارتباك المتزايد داخل الحكومة الصهيونية، التي وجدت نفسها محاصرة بين فشلها في غزة وبين ضربات اليمن، وبين ضغط الداخل الصهيوني الذي بات يتساءل: إذا كان “رامون” غير آمن، فأي مكان في هذا الكيان مؤمّن؟

اليمن يصنع المستقبل

اليمن تجاوز مرحلة الردود المحدودة، وانتقل إلى فرض قواعد اشتباك استراتيجية عنوانها “المطار بالمطار والميناء بالميناء”، هذه المعادلة تنذر بأن القادم سيكون أشد وقعًا وأبعد مدى، خاصة وأن القوات المسلحة أكدت أن كل المطارات والموانئ الصهيونية أهداف مشروعة.

برغم الحصار والعدوان، تحوّلت صنعاء إلى مركز صناعة القرار العسكري في المنطقة، ومن رامون إلى اللد وحيفا ويافا، أثبت اليمن أنه ليس مجرد لاعب إقليمي، بل قوة كبرى قادرة على هزيمة كيان مدجج بالسلاح والدعم الغربي.

نقلا عن موقع 21 سبتمبر

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com