المنبر الاعلامي الحر

اتفاق وقف إطلاق النار بغزة.. انتصار للشعب الفلسطيني وتفوق استراتيجي للمقاومة وانكسار للعدو الإسرائيلي

اتفاق وقف إطلاق النار بغزة.. انتصار للشعب الفلسطيني وتفوق استراتيجي للمقاومة وانكسار للعدو الإسرائيلي

يمني برس |
تمكن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ومقاومته الباسلة من فرض واقع جديد بعد عامين من الصمود التاريخي، رغم حجم الدمار والمعاناة التي لم يشهد لها العصر الحديث مثيلاً، فأفشل كل مخططات العدو الإسرائيلي وداعميه في الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، وأجبر العدو الصهيوني الفاشي على الرضوخ لشروطه، ليتم الإعلان في الساعات الأولى من اليوم الخميس، عن اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.

وخلال عامين من جريمة الإبادة الجماعية الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني، لم يستطع الكيان الإسرائيلي تحقيق أي هدف من أهدافه المعلنة في اجتثاث المقاومة الفلسطينية بقيادة حركة “حماس”، وإعادة أسراه بالقوة، واحتلال قطاع غزة، وغيرها من الأهداف الخاسرة.

وبرؤية فاحصة، يتضح جلياً أن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، يمثل انتصاراً تاريخياً للشعب الفلسطيني الذي أفشل جميع مخططات العدو الصهيوني، بل وكشفه وجهه الحقيقي الإجرامي الفاشي العنصري للعالم أجمع، ودفعه لإبرام اتفاق مع المقاومة الفلسطينية الباسلة.

قوة وثبات

حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، لم تضعف المقاومة الفلسطينية بقيادة “حماس” بل زادتها قوة وثباتاً واستطاعت تكبيد العدو الصهيوني خسائر ليس مادية وحسب ، بل وسياسية ومعنوية أيضاً.

وقال المدير العام لمركز الزيتونة للدراسات والاستشارات الدكتور محسن صالح، إن الخسائر البشرية والبنية التحتية كانت جسيمة في قطاع غزة نتيجة دموية وفاشية العدو الصهيوني، لكن في المقابل تكبد العدو الإسرائيلي خسائر هائلة في الأمن والاقتصاد والبُنية المعنوية والسردية السياسية؛ واهتز أمنه وسقطت سرديته وعاش عزلة دولية دفعت ثمنًا باهظًا.

وأوضح صالح في تصريح لصحيفة “فلسطين”، أن المقاومة الفلسطينية، رغم كل محاولات اجتثاثها، ازدادت قوة وانتشارًا في كل محطة، مؤكدًا أن استطلاعات الرأي تثبت أنها “ما تزال تحظى بتأييد الأغلبية الفلسطينية والعربية والإسلامية”، وأنها “تمثل رأس الحربة في مواجهة المشروع الصهيوني”.

وأشار إلى أن حركة “حماس تتمتع بدينامية عالية وقدرة على التجدد، وهي تنمو مع التحدي، وهذه عقدة العدو التي ستقوده في النهاية إلى الزوال”.

انكسار التهجير القسري

من جانبه، اعتبر استاذ العلوم السياسية، أمجد بشكار، أن المقاومة الفلسطينية خلال العدوان على غزة كسرت قاعدة رئيسية للكيان الإسرائيلي، وهي قاعدة التهجير القسري للفلسطينيين، مؤكدًا أن صمود الشعب الفلسطيني في القطاع، رغم حجم الدمار والمعاناة، أفشل مخططات العدو.

وقال بشكار في تصريح لوكالة “شهاب” الفلسطينية، اليوم الخميس، إن “الفلسطينيين والمقاومين في غزة أثبتوا أن الضبط العسكري لا يضمن الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين، مشيرًا إلى ما سبق و أكده الناطق باسم كتائب القسام (الجناح العسكري لحركة المقاومة الفلسطينية-حماس)، أبو عبيدة، بأن أي صفقة لتبادل الأسرى يجب أن تكون متوازنة وتشمل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين أيضًا”.

وأشار الخبير السياسي إلى أن المقاومة “نجحت في إيقاف الإبادة والتجويع غير المسبوق في التاريخ الحديث”، مؤكدًا أن الأوضاع الراهنة تشير إلى أن الكيان الإسرائيلي بات أمام إرهاق داخلي كبير، سواء على الصعيد الاقتصادي أو العسكري أو حتى على مستوى الرأي العام، ما قد يسرع نهاية الحرب كليا”.

ولفت بشكار إلى أن تصريحات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، التي أكد فيها أن “إسرائيل لن تستطيع أن تحارب العالم كله”، تشكل مؤشرًا على أن المجتمع الدولي بدأ يضغط على الكيان الإسرائيلي، مؤكدًا أن الاتحاد الأوروبي بدأ بالفعل اتخاذ إجراءات عملية، مثل سحب الاستثمارات وفرض عقوبات على الاستيطان.

فشل الإبادة والتطهير العرقي

فيما اعتبر الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، مصطفى البرغوثي، في بيان أصدره اليوم، اتفاق وقف إطلاق النار، إفشال لمؤامرة التطهير العرقي الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

وأشار إلى أن الفضل الأول في وقف حرب الإبادة الإجرامية على قطاع غزة وإفشال مؤامرة التطهير العرقي لسكانه وتحرير الأسرى الفلسطينيين، يعود إلى بطولة وصمود وبسالة الشعب الفلسطيني في غزة وسائر أنحاء فلسطين، رغم عِظَم التضحيات وشدة المعاناة.

وأكد أن النضال الفلسطيني، إلى جانب العزلة الدولية المتزايدة التي يواجهها الكيان الإسرائيلي، وثورة التضامن العالمية مع الشعب الفلسطيني، يجب أن تستمر حتى تحقيق أهداف الشعب في الحرية والكرامة وتقرير المصير.

ودعا البرغوثي إلى مواصلة الحذر من “ألاعيب نتنياهو وحكومته الفاشية”، مؤكداً أن الأولوية الوطنية يجب أن تتركز على دعم صمود الشعب في قطاع غزة، وتسريع جهود إعادة الإعمار، ومواجهة التصعيد الاستيطاني في الضفة الغربية والقدس.
انتصار أذهل العالم

بدوره أكد النائب الأردني السابق ونائب رئيس البرلمان العربي الأسبق، خليل عطية، في تصريح لوكالة “شهاب”، أن الشعب الفلسطيني ومقاومته في قطاع غزة، وباتفاق إطلاق النار، حقق أنتصاراً أذهل العالم بتضحياته وشجاعته.

ولفت إلى أن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة أصبح اليوم “قدوة للشعوب المكافحة التي تنشد الحرية، وأصبحت العزة والكرامة مقرونة باسم غزة التي جسدت أسمى معاني الصمود والإباء”.

ضعف وانهزام وانقسام “إسرائيلي”

فيما قال الباحث المختص في الشأن “الإسرائيلي” ياسر مناع، في تصريح مماثل، إن الكيان الإسرائيلي بعد اتفاق وقف إطلاق النار، خرج من حربه على غزة أكثر ضعفًا وانقسامًا وأقل قدرة على فرض معادلات الردع التي لطالما ادّعى احتكارها في المنطقة.

وأوضح مناع، أن صورة “الجيش الذي لا يُقهر” التي بنتها المؤسسة العسكرية “الإسرائيلية” على مدى عقود، تصدّعت أمام صمود غير مسبوق للمقاومة الفلسطينية، وعجز استخباراتي وتنفيذي عن تحقيق أي من الأهداف المعلنة، رغم استخدام أقصى درجات القوة النارية والتدمير الشامل.

وأضاف: “هذا العجز لم يقتصر على الميدان فحسب، بل امتد إلى العمق السياسي والنفسي داخل الكيان الإسرائيلي، حيث فقدت النخبة الحاكمة تماسكها، وظهرت التصدعات بين القيادات العسكرية والسياسية إلى العلن، وتحول الخطاب الرسمي إلى تبادل علني للاتهامات حول من يتحمّل مسؤولية الفشل”.

تحوّل في إدارة الصراع

من جانبه، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي، وسام عفيفة، إعلان وقف إطلاق النار بين قوى المقاومة وقوات العدو الإسرائيلي، تتويجًا لعامين من “صمودٍ أسطوري”، مؤكّدًا أن الهدنة ليست هزيمة، بل تحوّل في إدارة الصراع وتثبيت معادلات جديدة على الأرض.

وقال عفيفة إن اتفاق وقف إطلاق النار الذي انتزعته المقاومة من بين النار والإبادة تكرّس معادلة واضحة: لا خضوع، ولا نهاية للمقاومة.

وأضاف: “هذه ليست هدنة تُقاس بموازين القوة فحسب، بل نتيجة لميزانٍ آخر — ميزان الإرادة والتشبّث بالحقوق والثوابت”.

دولة منبوذة

من جهته، أكد مدير مركز رؤية للتنمية السياسية أحمد عطاونة في تصريح لموقع “الجزيرة” أن اتفاق وقف إطلاق النار، وضع صورة “إسرائيل” كدولة منبوذة ومعزولة دوليًا، وظهرت الولايات المتحدة الأمريكية كداعم وحيد للكيان الإسرائيلي ومشاركة في الإبادة الجماعية بغزة، ووضعت كلها الإدارة الأميركية في مواجهة مع العالم كله”.

الصمود طريق للحل السياسي

فيما قال الخبير العسكري والاستراتيجي، نضال أبو زيد، إن “اتفاق وقف إطلاق النار في مرحلته الأولى يؤسس لتحول نوعي في مسار الصراع، من الميدان العسكري إلى الطاولة السياسية، وهو ما سعت إليه المقاومة منذ اليوم الأول”.

وأوضح لوكالة “قدس برس” أن “هذا الصمود مهّد الطريق أمام الحل السياسي، مشيرًا إلى أن “السابع من أكتوبر شكّل لحظة فارقة للمقاومة، إذ احتفلت به هذا العام بنجاح المسار السياسي الذي فرضته بشروطها”.

Comments are closed.