حدبات على ظهر ثورة الشباب ,, بقلم/ توفيق الحميري
يمني برس – اقلام حرة :
المُتأمل لِحال الثورة التي أُنهِكت مُبكراً من خلال الماضي التراكُمي للفساد الذي كان بمثابة الداعيَ الرسمي لقدومِ الثورة وتبدل إلى الناعي الرسمي لقرارها, نتيجة لاجتِراره لأدواته ولعودته كنظام وبقبحه المعهود متصدرا ومتصديا لصعيد الثورة وعصيدها معاً.
فخلال أول أسبوعين فقط وقبل أن ترتبط ساحة التغيير ببوابة الفرقة المنحلة حوصر النظام وأركانه الخمسمائة مُفسد حصاراً جفـّت على إثره ألــسِنـَة الطغاة وحناجرهم..
حين تصدر ثـُلّـة من شباب الوطن ريادة التغيير الذي حلُمَ بِه آباءهم وانتظرته العدالة لجيلين متتاليين, لكن ثورة الشباب سرعان ما أُلبـِست على ظهرها القائم حدبات المُسيئين وشوهت كاهلها. صَعُبَ علينا مطاردة الالتفاف الذي مورس من قبل أدعياء الثورة وفي الوقت الذي جاء عُصبة من خارج الثورة بنبأ مشين وكانت رؤوس ثعابين الأوصياء الذين يحكمون صالح ونائبه هادي وزمرة الجلادين قد أكملت لفـّتها على مشروع التغيير القادم لا محالة,,
فما أُسمي بالمبادرةِ جاءَ لهدفينِ أولهما إيقاف عملية التغيير وهذا الأمر تحقق دونما إنكار ..والآخر كان يهدف إلى إيقاف عملية الثورة وهو ما لم ” تسطع” عليه إدارة أزمات وكالة بيت الأحمر المُرَخّص لها من البيت الأبيض بمزاولة مهنة “خادم وملبي رغبات سفراء الغرب” ولا زيارات الزياني الزائدة ولا تقارير بنعمر الزائفة ولا حتى اجتماع مجلس “القتل” الدولي الذي جاء إلى اليمن لتدشين وصايته الفعلية عليها. ولا زيارات المدعو بالرئيس لواشنطن الاخيرة..
كل هذا مضافا إليه حين تقدم اللاهثون وراء حقيبة “الفندم شيخ” الوزارية مـُدنـّسين ثوب رفيقي الشهيد ,, حملوا حقائبهم متجهين نحو الرياض , تبرعوا ببقية أعضاء رأس نظامهم الميت للحاكم المبتورة عروبته والمفقودة أهلـّيته ومشروعيته ومشروعه موقعين على حقن أنفسهم بجرعات الحصانة لدمائهم في عقر عاصمته..
بينما حال ساحة الثورة يقول ” حُـزبِـنت وعُسكِرت ثم أُزمـِنت وأُخوِنـَت !! “”
لكن هيهات هيهات لم يمر وقت طويل حتى غربلتهم الساحات بطريقة من يصدق كثيراً ينجح أخيراً !! ويحمل لعنة التاريخ أولئك الذين أرادوا تسيير بقية حياتهم وفق آلية المبادرة,, وأولئك الذين جعلوا مؤرخاً يقول إنها أول ثورة تم تعليقها في التاريخ بحسب لجنة المسترك “التلطيمية”..
اعذروني إن قلت يكفينا جلد الفائت ولنبدأ نحسب ونكتب , نستخدم عقولنا بأنفسنا , ولا نقبل أن يفكر أحداً نيابة عنا.. حتى نستطيع أن نقرر نحن كيمنيين..
ولنترك الحدبات ينشغلون بمتابعة السفير جيرالد وهو يروي لصحابته قصة النـّجار الذي صنع صندوقا انتخابياً بمرشح وحيد وعُـيّـن رئيسا يعمل بنظام الدفع المسبق ولنحذر من تلك الصناديق والاحزمة الناسفة التي صنعها ذات النـّجـّار .. ووفقاً لشعار الثورة ” قاطعوا البضائع الأمريكية ” ,, ولنبحث عن نجار “بـلـدي” يصنع لنا بابا نغلقه في أوجه الداخلين إلى حجرات الشأن اليمني ..
انه وعد للصادقين .. سيفلح الباقون في خيامهم الذين اختاروا شعار الثورة التي لا تعرف الانكسار والذين اختاروا اليمن الذي أنتظره الشهداء ليحيوا عند ربهم فرحين بما أوتينا من نصر قريب..
لقد كان اختيار اسم شباب الصمود محقا جداً !! وكذلك العديد من أمثالهم..
فاستمروا لتستمر الثورة وقرروا الصمود حتى يزول كيد مدراء باسندوه وقادة هادي..
فعلاً هـذا الشعب محظوظا برحمة الله لا بالصدفة حين جُـمعت معلبات النظام الفاسدة بأكملها في سلة المبادرة التي يتأهب الشعب لنقلها صوب سلة النفايات..
تقاسمهم لحقائب السلطة جعل الشعب يتربص ويصبر مدركا يوماً عن يوم أن لعبة “عارضني وشاركني في الحكم ” انتهى مفعولها.. أصبحوا جميعا خانة سلطة وجملة الشعب في خانة المعارضة !!.. واتضح للكثير مفهوم النظام المراد إسقاطه. تُحكم اليمن من نظام يستمد مشروعيته من الخارج ” ســراً ” واليوم ذات النظام يستمد ذات المشروعية من الخارج ولكن ” جـهراً ” وبكل وقاحة يقولها هادي “الدنبوع” بينما لا يزال الشعب يرفع شعار إسقاط تلك المشروعية وذلك النظام..
أيها المتآمرون تحت سقف مشروعية الخارج !! ننبهكم لقد مضت حتى يومنا هذا سنة وتسعة أشهر وثلاثة ايام منذ توقيعكم للعينة “المبادرة” فماذا صنعتم ؟؟..
حال بعض الأجوبة يقول..
لقد ملأت السلطة ملف جرائمها بسرعة زمنية فاقت سابقاتها من الحكومات والأنظمة والتي أسميت بالشمولية أو بالعائلية ومنذ اليوم التالي للتوقيع المشئوم مباشرةًً ,,, فكم دماءً سالت يتحمل نظام “المبادرة” مسؤوليتها ابتداءً من مجزرة مسيرة الحياة وانتهاءً بمجزرة الأمن القومي؟؟ لقد استقبلت حكومة “المبادرة” رسمياُ دخول قوات المارينز الأمريكية إلى داخل البلاد وبمعداتها كمحتل صريح ..وأشاد هذا “النظام” بدقة التصويب للطائرات بدون طيار في قتل اليمنيين ,,,,
وفي ظل هذه السلطة تكرر مشهد الاعتداء على أبراج الكهرباء ” 307 ” مره وما يصاحب كل مشهد من انقطاع للتيار الكهربائي..
وبعلم وعمل السلطة أجريت ” 43 عملية ” تهريب أسلحة إلى داخل البلاد والعديد من العمليات تستخدم فيها المنافذ الحكومية الرسمية..
ولا يخفى عليكم مهزلة إحالة أمر الوظيفة العامة إلى قبضة الدوائر التنظيمية لأحزاب تحالف “المشترك الشعبي العام” !!
لا جديد بخصوص ميناء عدن ثاني اكبر ميناء في العالم ” سواءً كانت الشركة دبي أو اسطنبول أو…. غيرها .. فالكل يعمل على تنويم الميناء وإخراجه من قائمة الملاحة الدولية..
لا يزال الغاز اليمني المسال يباع بسعر الماء الذي نشربه ..
لا يزال الناس يقتلون في الشوارع نزولا عند رغبة أي “شيخ دولة”
لا تزال الفتاوى” الدينية” تصدر من البنك المركزي…
باختصار لقد استطاعت هذه السلطة أن تحقق انخفاض في قيمة الإنسان اليمني بينما ارتفعت أسعار السلع وهبط معدل دخل المواطن..
وبهذه المقومات التي تمتلكها هذه السلطة الفاسدة تقتضي تلك “المبادرة” أن تسلم مخرجات مؤتمر الحوار إلى هذه السلطة للقيام بتنفيذها,,,
على افتراض إن للحوار مخرجات أو حلول وحتى على افتراض أن المخرجات أو الحلول ليست حتى مقبولة كما ينبغي ,,
بالله عليكم هل تمتلك هذه السلطة أدنى أهليه لتنفيذ شيء أو قدرة أو كفاءة ؟؟
إن هذه المعطيات تؤكد وجوب قيام ثورة تكميلية قادمة تقطع أيادي السفير ستاين وتعطب كل أدواته..
وتسد الهوة المفتعلة بين الشعب اليمني والثورة لنستطيع التمييز بين “هيئات الأمر بالمصروف” وبين خيرية الأمة حين “تأمر بالثورة على الظلمة وتنهى عن قبول المحتل”..
أيها الشباب حان وقت نزع تلك “الحدبات” فلقد بُـسّت الثورة وعرفت بصمات المرتعشين ومُنِحتم وقتاً كافياً لنزعها بعد أن بدت لكم سوءاتها ومساوئها .. وقتا كافيا حتى يميز الخبيث من الطيب …
علينا إدراك حقيقة اجزم القول بها ” إن الثورة التي لا يصل القائمون بها إلى حيث وضعوا أهدافها تبقى أشبه بالأزمة.. ”
أيها الشبااااب مـــنـطـق الأحرار لا يستوعب فكرة أن تطالبوا بتحقيق أهداف الثورة ممن قمتم بالثورة عليهم.!! لقد حان وقت إعداد البدائل “منكم” وبحسب التوقيت الشعبي لابد أن تقوم الثورة بتنفيذ أهدافها بنفسها… ولا تخافوا لا توجد حاله أسوأ من الآن إلا إذا استمر الطغاة ونظامهم..
وصدقوا قول الله سبحانه وتعالى (( الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ))