شهيد الإنسانية ( الياس الشامي ) … الحي الذي لا يموت .
يمني برس _ أقلام حرة
بقلم الصحفية اللبنانية / آية يونس .————–
التاسع من يونيو ألفين وثلاثة عشر .. جريمة اختلفت مقاييسها ومعطياتها.. والخلاصة واحدة .. إزهاق نفسٍ بشريةٍ أياً كان انتماؤها هو جرم لا وصف آخر له ..
مجزرة لم تفرق حينها بين صغير وكبير .. أردوه جثة هامدةً في مستشفى الثورة بعد أيام من تعذيبه في سجونهم بلغة قتل عمدية و إعدام بالمجان .. حوثياً أو إصلاحياً أو مؤتمرياً أو أياً كان لا يهم .. طفلٌ بستة عشر عاماً بالتمام والكمال .. شهيد الإنسانية المفقودة ،التي ما برحت يوماً تقض مضاجعنا وتأبى أن تترك إنسانية قلوبنا وعقولنا .. الياس الشامي ..
رصاصتهم الحاقدة لم تكتف برؤية جسده الطاهر بآثار الضرب و التعذيب .. وأبت إلا أن تضع بصمتها برصاصتين لإخفاء الجريمة .. أن تقول أنه قتل بالرصاص خير لك من أن تقول أنه قتل لأن عظامه النحيلة لم تقوى على احتمال التعذيب.
الأمن القومي حقكم و سلطتكم مشروعة .. بريئون أنتم من دم الياس .. فلتخرجوا و تثبتوا بالأدلة أن الياس كان مسلحاً برشاشه مصوباً نيرانه عليكم .. وحينها كان الله بعونك يا الياس وعذراً لأمننا القومي قد أخطأنا الظن بكم .. بريئون أنتم ولكن الأيام تمضي .. ومن وضع نفسه موضَع الشبهات لا يلومن الناس إن أسأنا الظن به.
الياس وردة بيضاء في عالم أسود قاتم، أغرق ريعان طفولة أبنائه في ساحات شتى .. يتحملون هم أيضاً تداعيات زجهم فيها .
ستبقى يا الياس وصمة العار في جبين حكومة نامت على دمك الطاهر .. ستبقى يا الياس تؤنب ضمائرهم المتهافتة على الكراسي عوضاً عن لملمة جراح أمتها .. نم قرير يا حبيب .. ستبقى الحيَ فينا الذي لا يموت ستبقى ذكراك عاراً على جبينهم وفخراً على ألسنتنا وشفاهنا .. ستبقى دوماً ما دام فينا عرق ينبض أننا إنسانيون أبناء إنسانيين .. فلترقد يا الياس مطمئناً .. ستثأر الأيام لجسدك الطاهر من أيدٍ أزهقت روحك .. حين يرى العالم براءة عيون تسأل بأي ذنب أقتل .. ولا من مجيب ..