المنبر الاعلامي الحر

في ذكرى استشهاد الإمام زيد.. السيد عبدالملك الحوثي: الأمة بحاجة إلى البصيرة القرآنية لإحياء فريضة الحق ومواجهة الطغاة

يمني برس | صنعاء

أكّد السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، في كلمته التي ألقاها اليوم الأحد 25 محرم 1447هـ الموافق 20 يوليو 2025م، بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام زيد بن علي عليه السلام، أن إحياء هذه الذكرى لا يُمثّل مجرد تذكير بمناسبة تاريخية، وإنما هو حضورٌ دائم لرمزٍ عظيم من رموز الإسلام، هزّ الطغاة، وأحيا الأمة، وأرسى مدرسة إيمانية تمتد في الزمان والمكان.

وأوضح السيد القائد أن الإمام زيد عليه السلام يُعد من الهداة العظماء الذين أسهموا في إحياء الحق وإقامة الدين الإسلامي في مواجهة الطغيان، قائلاً: “نحيي الذكرى لما يعنيه لنا الإمام زيد عليه السلام كرمز عظيم له إسهامه الكبير في إحياء الحق وإقامة الدين الإسلامي والتصدي للطاغوت.”

وأشار إلى أن حضور الإمام زيد في وجدان الأمة لم يتوقف عند حدود زمنه، بل امتد جيلاً بعد جيل، وأن استحضار سيرته اليوم يأتي لاستلهام الدروس التي تحتاجها الأمة في عصر تموج فيه التحديات، مؤكداً بقوله: “نحن في أمس الحاجة كأمة تواجه التحديات والأخطار إلى الاستفادة من تاريخها بما يزيدها وعياً وبصيرة وشعوراً بالمسؤولية.”

وفي تناوله للمرحلة التاريخية التي واجهها الإمام زيد، أوضح السيد القائد أنها كانت من أشد المراحل خطراً، حيث استحكم الطغيان الأموي، قائلاً: “المرحلة التي نهض فيها الإمام زيد عليه السلام كانت مرحلة حساسة وخطيرة جداً، استحكمت فيها سيطرة الطغيان الأموي على الأمة.”

ونوّه إلى الجرائم التي ارتكبها الطغاة في تلك المرحلة، من إحراق الكعبة واستباحة المدينة المنورة إلى استباحة مقام النبوة والاستهزاء بالقرآن، قائلاً: “الطغيان الأموي دمر وأحرق الكعبة واستباح المدينة وأباد عترة رسول الله وصحابته، وكان اليهود يحضرون مجالس حكام بني أمية ويوجهون منها سبهم وإساءتهم لرسول الله.”

وأكد السيد القائد أن الإمام زيد تحرك في ظل ظروف قاهرة، لكن دافعه الإيماني كان أعظم من الصعوبات، مضيفاً: “كان تحرك الإمام زيد عليه السلام في ظروف صعبة جداً، تحركاً مهماً وعظيماً يستند إلى دافع إيماني عظيم.”

كما شدّد على أن نهضة الإمام زيد كانت تسعى لإعادة الأمة إلى القرآن لا شكلياً بل عملياً، قائلاً: “نهضة الإمام زيد عليه السلام سعت لإعادة ارتباط الأمة بالقرآن الكريم على أساس الاهتداء والاتباع العملي.” وأضاف أن الإمام زيد عُرف بلقبه “حليف القرآن” في المدينة المنورة لشدة صلته به.

وحمّل السيد القائد الطغاة مسؤولية تفريغ الدين من جوهره، وتحويله إلى طقوس جامدة لا تؤثر في واقع الأمة، قائلاً: “الشعائر تبقى في ظل سيطرة الطغاة محدودة، تتحرك فيها الأمة ويقبل بها الطغاة بعد أن يفرغوها من محتواها.”

وفي إطار أبرز مرتكزات نهضة الإمام زيد، شدّد السيد القائد على أهمية الوعي والبصيرة، معتبرًا أن الأمة بأمسّ الحاجة إليهما، قائلاً: “الوعي القرآني يعطي الأمة بصيرة عالية وفهماً صحيحاً عن الإسلام وعن مسؤوليتها وعن أعدائها.”

وأضاف: “بدون البصيرة تعمى القلوب، وتغيب عن الناس الكثير من الحقائق، وتكون الأمة في قابلية تامة لأن تُخدع ويُضلها المضلون.”

كما أبرز السيد عبدالملك الحوثي تركيز الإمام زيد على مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كفريضة مقدسة وعظيمة، محذراً من ضياعها، ومؤكداً: “إذا أضاعت الأمة مسؤولية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، اتجهت الأمور بشكل معاكس فيكون المعروف محارباً حتى في أوساطها.”

وأشار إلى أن التآمر اليهودي يسعى لفرض المنكر كواقع طبيعي بينما يُهاجم المعروف، قائلاً: “يعمل اليهود وأعوانهم على أن يتحول المعروف إلى غريب في واقع الأمة، يواجه بالسخرية والازدراء والمحاربة والمنع.”

وأكد أن شطب فريضة الأمر بالمعروف من واقع الأمة يحوّل الإسلام إلى شكل مفرغ، وتغيب ثماره الكبرى، مضيفاً: “ثمرة الإسلام هي الحق والعدل ومكارم الأخلاق، وكل ما يعبر عن الخير في امتداداته في واقع الحياة.”

وفي تسليط الضوء على موقف الإمام زيد الحاسم في وجه الطغاة، ذكّر السيد القائد بمقولته الشهيرة: “والله ما يدعني كتاب الله أن أسكت”، والتي تعكس روح الإيمان العميق وتحميل النفس مسؤولية النهوض.

وأشار إلى أن ما يعيشه أبناء الأمة اليوم من وهن وضعف في مواجهة الظلم والطغيان هو نتيجة لفقدانهم التربية القرآنية، مضيفاً: “حينما تصبح همّة الإنسان فقط أن يبقى في هذه الحياة، تتحول حالته إلى حالة سيئة، يتهيب من أن يتحرك في سبيل الله مخافة أن يُستشهد.”

كما نوّه السيد عبدالملك الحوثي إلى حجم العنف الذي واجهه الإمام زيد بعد استشهاده، قائلاً: “طغاة بني أمية بعد قتل الإمام زيد صلبوا جسده لأربع سنوات ثم أحرقوه حتى حولوه إلى رماد، وظنوا أنهم بذلك يطفئون نهجه.”

لكنه شدّد على أن محاولاتهم باءت بالفشل، مشيداً باستمرار المسيرة عبر ابنه يحيى بن زيد عليهما السلام، ومؤكداً أن “بعد استشهاد الإمام زيد، لم تبقَ السلطة الأموية سوى عشر سنوات وانتهت تماماً.”

وختم السيد القائد كلمته بالتأكيد على أن نهج الإمام زيد عليه السلام يشكّل حاجة ملحة للأمة اليوم، قائلاً: “الأمة اليوم أحوج ما تكون إلى أن تحيا بالقرآن الكريم من جديد لتصحيح وضعيتها.” وأضاف: “أكثر ما تحتاجه الأمة من نهضة الإمام زيد هو أن تحيا بالقرآن الكريم لتتحرك ضد الطغيان الأمريكي الإسرائيلي.”

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com