العدوان الأمريكي على إيران .. انتهاك للسيادة وتصعيد خطير في المنطقة

في تصعيد خطير للنفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط، شنّت الإدارة الأمريكية عدواناً سافراً استهدف المنشآت النووية الإيرانية في خطوة تعتبرها العديد من الأطراف الإقليمية والدولية انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وسيادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

هذا العدوان، الذي استهدف منشآت نووية سلمية في إيران، أثار ردود فعل واسعة في العالم العربي والإسلامي، وخصوصاً في الدول المتضامنة مع طهران في مقاومة الهيمنة الأمريكية والصهيونية في المنطقة.

 

يمني برس | ادانة واسعة من مختلف القوى السياسية في اليمن

 

ـ المكتب السياسي لأنصار الله: أدان المكتب السياسي لأنصار الله العدوان الأمريكي بشدة، معتبرًا العدوان على إيران يمثل انتهاكاً صارخاً للقوانين والمواثيق الدولية.

ولفت البيان إلى أن هذه الخطوة تأتي في سياق الدعم الأمريكي اللا محدود للكيان الصهيوني في جرائمه بحق الأمة العربية والإسلامية، وكذلك في إطار التصعيد ضد الدول التي تدعم القضية الفلسطينية وحركات المقاومة.

ـ حكومة التغيير والبناء اليمنية: أكدت الحكومة اليمنية في بيانها أن العدوان على إيران ليس مجرد خرق للسيادة بل هو إعلان حرب سافر ضد الشعب الإيراني الشقيق.

وأشارت الحكومة إلى أن هذا العدوان يعكس غطرسة الإدارة الأمريكية واستمرارها في التعاون مع الكيان الصهيوني لاستباحة المنطقة، داعية الشعوب العربية والإسلامية إلى التحرك لمواجهة هذا العدوان.

ـ وزارة الخارجية اليمنية: أعربت وزارة الخارجية عن إدانتها الشديدة لهذا العدوان، معتبرة إياه انتهاكًا للقانون الدولي وموضحة أن هذا الهجوم الإجرامي يعكس الوجه القبيح للإدارة الأمريكية التي تدعي السعي للسلام في الوقت الذي تنتهك فيه سيادة الدول وتدعم العدو الصهيوني.

ـ مجلس الشورى اليمني: أكد المجلس أن هذا العدوان جزء من مخطط استراتيجي صهيوني-أمريكي لاستباحة المنطقة والتحكم بثرواتها.

واعتبر المجلس أن العدوان ليس فقط ضد إيران، بل هو تهديد لكل دول وشعوب المنطقة إذا لم تتحد في مواجهة هذه الغطرسة.

التصعيد في فلسطين..دعوات لوقف العدوان الأمريكي-الصهيوني

من جهتها، كانت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين حريصة على الربط بين العدوان الأمريكي على إيران وتصعيد الحرب الصهيونية في المنطقة، التي بدأت في يونيو، وقد أكدت الجبهة أن هذا العدوان لم يكن مفاجئًا، إذ جاء عقب التصعيد الإسرائيلي ضد إيران. ودعت الجبهة إلى وقف فوري للعدوان الأمريكي-الصهيوني، محذرة من أن هذا التصعيد سيؤدي إلى تفجير الأوضاع في المنطقة، مما يعرض شعوبها للمزيد من المعاناة.

في ذات السياق، شددت حركة حماس على أن أي اعتداء على إيران هو اعتداء على الأمة الإسلامية جمعاء، داعية إلى ضرورة توحد الشعب الفلسطيني مع باقي الشعوب العربية والإسلامية في مواجهة هذا العدوان.

كما أكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حق المقاومة في الرد على هذا العدوان، بما في ذلك استهداف القواعد والمصالح الأمريكية والصهيونية في المنطقة، متهمة هذا العدوان بأنه محاولة لإنقاذ الكيان الصهيوني من هزائمه في المواجهات مع إيران.

إيران..موقف حازم وتهديد بالرد الحاسم

في المقابل، إيران، التي طالما اتخذت موقفاً ثابتاً ضد الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية، أكدت أنها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام العدوان. حيث أصدر الحرس الثوري الإيراني بيانًا شديد اللهجة أكد فيه أن العدوان الأمريكي على المنشآت النووية الإيرانية لن يمر دون رد..وتوعد الحرس الثوري بأن الرد الإيراني سيكون قوياً وسيجعل المعتدين يندمون على تصرفاتهم، مشيرًا إلى أن هذا الهجوم لن يعيق إيران عن متابعة تقدمها العلمي في مجال الطاقة النووية السلمية.

التصريحات الدولية.. مواقف إدانة قوية

ـ الصين: أدانت الهجمات الجوية الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية، معتبرةً إياها تهديداً للأمن والاستقرار الإقليمي. وأكدت أنها انتهاك للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، محذرة من تداعيات خطيرة على الأمن النووي في المنطقة.

ـ روسيا: وصفت العدوان بأنه تصعيد خطير وانتهاك صارخ للقانون الدولي، وطالبت بمراجعة سريعة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية ودعمت عقد جلسة خاصة لمناقشة تداعيات العدوان.

ـ فنزويلا: أدان الرئيس نيكولاس مادورو الهجوم الأمريكي، واصفًا إياه بأنه “دنيء وإجرامي”، مؤكدًا تضامنه الكامل مع إيران في مواجهة العدوان.

التحليل القانوني..انتهاك صارخ للمواثيق الدولية

المراقبون القانونيون يشيرون إلى أن هذا الهجوم الأمريكي يشكل انتهاكاً صارخاً لسيادة إيران ويعد تحدياً للمبادئ الأساسية التي تحكم العلاقات بين الدول.. فالهجوم يتناقض مع معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، التي تؤكد على حق الدول في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية.

كما أن الهجوم يعد خرقاً للمواثيق الدولية التي تحظر استخدام القوة ضد الدول ذات السيادة، مما يثير تساؤلات حول الدور الأمريكي في إشعال المزيد من التوترات في المنطقة، في وقت كانت فيه إيران تسعى للحفاظ على اتفاقياتها النووية وتحقيق الاستقرار الإقليمي.

التصعيد الأمريكي-الصهيوني.. التهديد لأمن المنطقة

من جانب آخر، يرى العديد من المحللين السياسيين أن العدوان الأمريكي على إيران يمثل امتدادًا لمخطط استراتيجي أمريكي-صهيوني يهدف إلى الهيمنة على المنطقة والتحكم في ثرواتها.. المكتب السياسي لأنصار الله أشار إلى أن هذا العدوان في جوهره استجابة للتهديد الذي تمثله إيران للهيمنة الغربية والصهيونية في المنطقة.. كما أضاف أن العدوان على إيران هو جزء من مخطط مستمر لاستهداف الدول التي تدعم القضية الفلسطينية وحركات المقاومة في المنطقة.

الردود الدولية..دعوات للتضامن والتحرك الفوري

على الصعيد الدولي، دعت العديد من القوى السياسية والمنظمات الدولية مثل منظمة التعاون الإسلامي و الأمم المتحدة إلى ضرورة التحرك بشكل فوري لوقف هذا العدوان وحماية الأمن الإقليمي والدولي.. وطالبت الأطراف المعنية بتحمل مسؤولياتها في ردع محاولات زعزعة استقرار المنطقة، مشيرة إلى أن استمرار التصعيد قد يؤدي إلى تفجير الأوضاع بشكل كامل.

الآفاق المستقبلية..تداعيات التصعيد على الأمن الإقليمي والدولي

يُحذر المحللون من أن التصعيد الأمريكي قد يؤدي إلى حرب شاملة في المنطقة، وهو ما قد تكون له تداعيات خطيرة على الأمن الإقليمي والعالمي.. وإن استمرار هذه الهجمات قد يقوض الاستقرار في المنطقة بشكل كامل، ويزيد من توتر العلاقات بين القوى الكبرى في العالم.

كما أن التصعيد في إيران يمكن أن يفتح جبهة جديدة من المقاومة في مختلف أنحاء المنطقة.

تحدي الإرادة والصمود

منذ انتصار ثورتها الإسلامية، تبنّت إيران نهجاً مستقلاً مناهضاً للهيمنة الأمريكية والصهيونية، ووقفت بثبات إلى جانب قضايا الأمة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية..وهذا الموقف المبدئي جعل منها هدفاً دائماً للعدوان والتآمر، ومع ذلك، فإن إيران – على الرغم من الحصار والتصعيد – لم تتخلى عن دعمها لحركات المقاومة في فلسطين ولبنان واليمن والعراق وسوريا.

اليوم، تتعرض إيران لعدوان مباشر من الولايات المتحدة في محاولة فاشلة لتركيعها وكسر إرادة شعبها..لكن طهران، ومعها محور المقاومة، أثبتت أن الرد حاضر، وأن زمن الاستفراد بالأمة قد ولى.

إن العدوان على إيران هو عدوان على كل من يرفض التطبيع، وعلى كل من يتمسك بخيار التحرر والمقاومة، وهو اختبار حقيقي لوحدة الأمة ووعيها.

نقلا عن موقع 21 سبتمبر الاخباري